لقد كان اتفاق سوتشي الخياني؛ يقضي بإيجاد منطقة عازلة على عمق 20كم؛ على امتداد خطوط التماس مع نظام طاغية الشام، ويقضي أيضا بفتح الطريق الواصل بين العاصمة دمشق وحلب، والطريق الواصل بين مدينة اللاذقية وحلب، وغيرها من البنود التي لا تقل خطورة عن هذه البنود. ويعتبر هذا الاتفاق منعطفًا خطيرًا في مسار ثورة الشام؛ ولا زالت بنوده تضيِّق الخناقَ على رقبتها شيئًا فشيئًا تحت مسميات عدة؛ ظاهرها فيها الرحمة؛ وباطنها من قبلها العذاب، إمعانًا من القائمين عليه في تضليل أهل الشام؛ ليسهل عليهم تمرير مخرجاته وتنفيذ بنوده، ولعل بند فتح الطرقات لا يقل خطورة عن غيره من البنود؛ ويحمل في طياته مخاطر عظيمة تتمثل في عدة أمور أهمها:
- تنفيذ ه بوصفه أحد بنود اتفاق سوتشي؛ مما سيجعل فكرة إسقاط نظام القتل والإجرام من الماضي؛ ويمهد للحل السياسي الأمريكي.
- إعطاء الشرعية لنظام الإجرام عند السماح له بالمرور منها.
- فقدان القدرة على التحكم بالطرقات؛ لأنها ستكون تحت الحماية الدولية مما يعني خسارتها.
- إعطاء النظام مكاسب سياسية كبيرة وإعادة شرعيته الدولية بشكل كامل واعتبار الثوار كنتونات إرهابية يجب ترويض أهلها لإعادتهم إلى حظيرة النظام.
- تقطيع المناطق المحررة إلى ثلاثة أوصال مما يسهل العبث بها أمنيا والسيطرة عليها لاحقا.
- خروج الطرق الرئيسية عن سيطرة الثوار سيسهل الخروقات الأمنية المحتملة بشكل أكبر، مما سيزيد في عملية التصفيات للمخلصين من أبنائنا وإخوتنا، وسيسهل عمليات خطف بعضهم ونقلهم إلى أقبية الموت والقمع التي ثاروا للتخلص منها.
- تمكين النظام من وصل المدن الرئيسية بعضها ببعض وهذا مكسب كبير على كافة الصعد.
أيها المسلمون في الشام عقر دار الإسلام:
إن الغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا يمكرون بثورتكم ليل نهار؛ مستخدمين بذلك أدواتهم في المنطقة من الحكام العملاء؛ مستخفين بشعارات إنسانية جوفاء وهم أبعد ما يكونون عنها؛ والأحداث شاهدة على ذلك، فلا تنخدعوا بشعاراتهم؛
(وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ)
فهم العدو الذي أمرنا ربنا أن نحذره ولا نخضع لحلوله ومكره، ولنسارع للعمل مع المخلصين الواعين من أبنائنا وإخوتنا لإسقاط مؤتمر سوتشي الخياني؛ ورفض كل مقرراته القاتلة، ولنحذر التنازل عن أهم ثوابت ثورتنا المتمثلة بإسقاط نظام الإجرام، وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه خلافة راشدة على منهاج النبوة؛ ففي ذلك عز الدنيا وفلاح الآخرة قال تعالى:
(فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ).
أ. أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية سوريا
الأحد، 10 / ربيع الأول / 1440 هـ
2018/11/21 مـ
رقم الإصدار: 002 / 1440 هـ