لقد دأبت الأنظمة القمعية المتسلطة وعلى رأسها نظام #القمع والإجرام في الشام على سلب إرادة الأمة وانتهاك حرماتها وتسليط أجهزتها القمعية والمخابراتية عليها تزرع في النفوس الرعب والخوف حتى بات الناس لا يجرؤون على الحديث مع أقرب المقربين إليهم بالشأن العام.
وبعد ثورة #الشام المباركة استطاع أهل الشام الثائرون أن يحطموا جدار الخوف ويُسطروا البطولات العظيمة التي أسقطت شرعية نظام القتل والإجرام ومرّغت هيبته بالتراب.
ومع بروز المنظومة الفصائلية على اختلاف أطيافها ومُسمياتها وارتباط قادتها بالدول الخارجية عبر المال السياسي المسموم، انحرفت بوصلة هذه الفصائل من العمل على إسقاط النظام إلى محاولة فرض سيطرتها على المناطق المحررة والتقاتل فيما بينها من أجل توسيع هذه السيطرة.
وفي سبيل ذلك ومع غياب عقلية الرعاية ووجود العقلية التسلطية أخذت المنظومة الفصائلية تلجأ إلى الممارسات القمعية وتعمل على سلب سلطان الناس من جديد بل تعدَّت ذلك للاعتداء على الممتلكات الخاصة وانتهاك الحرمات واستباحة الدماء بغير وجه حق ممّا أفقد الناس ثقتها بهذه المنظومة الفصائلية وزرع الرعب في نفوس الكثير من الحاضنة الشعبية من الممارسات الأمنية لهذه الفصائل.
ولم يقتصر الأمر على الممارسات القمعية والاعتداءات على الحرمات والممتلكات الشخصية فقط، بل تعالت أصوات "الشرعيين" من هنا وهناك في محاولة مكشوفة لشرعنة الممارسات الأمنية القمعية والتعدّي على حرمات الناس، في موقف يذكّرنا بفتاواهم وتبريراتهم الشرعية المزعومة للاقتتال فيما بينهم، ولمُهادنة نظام القتل والإجرام في #دمشق.
وإننا نذكِّر المخلصين من إخوتنا المجاهدين بعدم الانجرار إلى منزلق التسلط على أهلهم وحاضنتهم الشعبية، ونذكرهم بجريمة الاعتداء على الحرمات والممتلكات الخاصة، وظلم الناس، فما خرجوا في ثورتهم إلا لرفع الظلم والقهر عن أنفسهم وعن أهلهم الذين يُعتبرون سندهم الحقيقي وإذا فقدوه فلا سند لهم ولا معين إلا سراب دعمٍ مكذوب سوف يزول ساعة الحقيقة. وقبل ذلك نُذكِّرهم بحديث رسول الله ﷺ «الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» متفق عليه.
فاتقوا #الظلم واحذروا مَن يأمركم به أو يُبرره لكم بفتاواه المشبوهة، وعودوا كما خرجتم في ثورتكم أنصاراً لله ولدينه وأنصاراً لأهلكم وإخوانكم الذين ينتظرون بعد الله أن تنصروهم على الظلمة لا أن تكونوا عوناً للظالمين عليهم.
ونُذكِّر أهلنا الصابرين في ثورة الشام وهم الرجال الذين ثاروا على أعتى أنظمة القمع والإجرام وجميع أجهزته الأمنية وقواه العسكرية وقدموا في سبيل ذلك أعظم التضحيات، أن الواجب عليهم أن يأخذوا على أيدي الظلمة والمتسلطين الجدد فسكوتهم عن تجاوزات المتسلطين ستزيدهم تسلطاً علينا وقمعاً لنا، ورسولنا الكريم ﷺ يأمرنا أن نأخذ على أيدي الطغاة والظالمين. قال ﷺ: «كَلَّا، وَاللَّه لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، ولتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدِ الظَّالِمِ، ولَتَأْطرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْراً، ولَتَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْراً، أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللَّه بقُلُوبِ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ ليَلْعَنكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ» رواه أَبُو داود والترمذي.
وأنتم قادرون بعون الله وبالتوكل عليه على ردع الظلمة وتغييرهم واستبدال المخلصين من إخوانكم بهم.
فأنتم أصحاب #السلطان الحقيقي فلا تُفَرطوا فيه ولا تمنحوه إلا لمن يستحقه، فلا تضيعوا تضحياتكم، واحذروا الركون إلى الذين ظلموا، بل جدّدوا ثقتكم بالله وعهدكم مع الله عز وجل بنصرته ونصرة دينه والعمل مع العاملين لإعزاز دينه وتحكيم شرعه في ظل دولة خلافة على منهاج النبوة ترعى شؤوننا بشرع الله وتؤدي حقوق العباد وتقضي بعدلها على الظلم والظالمين. قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية سوريا
التاريخ الهجري 26 من ربيع الاول 1440هـ
التاريخ الميلادي الثلاثاء, 04 كانون الأول/ديسمبر 2018 م
رقم الإصدار:004/1440