اندلعت مواجهات عنيفة صباح يوم السبت 18 حزيران/يونيو 2022م، فصيل "الجبهة الشامية" من جهة وفصيل "أحرار الشام - القطاع الشرقي"، من جهة أخرى، ضمن مناطق عدة بريف مدينة الباب شرقي حلب، تخللها استخدام للرشاشات الثقيلة، وقطع للطرقات الرئيسية، ونصب حواجز عسكرية مدججة بالأسلحة وحالة استنفار متصاعدة، ونتج عنها قتلى عدة وإصابات.
أيها المسلمون في أرض الشام المباركة:
إن حرمة دم المسلم أمر معلوم من الدين بالضرورة ولا يخفى على أحد، وإن استهتار قيادات المنظومة الفصائلية بدماء المسلمين بات أمرا مسلما به، فبدل أن تسعى هذه القيادات لحقن دماء عناصرها نراها تزجهم في اقتتال فصائلي، ومحرقة لا تخدم سوى أعداء الثورة، والخاسر الوحيد هو ذاك الجندي الذي يتَّم أطفاله في معركة النفوذ والسيطرة على بضعة كيلومترات، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على انعدام الإحساس بالمسؤولية، وحرص هذه القيادات على تحقيق مصالحها على حساب تضحيات أهل الشام ودماء أبنائهم، وتوجيه بندقيتها إلى صدور أبناء أهل الشام، ونظام طاغية الشام لا يبعد عنها مرمى حجر آمن في مقراته!
أيها المسلمون في الشام عقر دار الإسلام:
إن سكوتكم عن قيادات المنظومة الفصائلية مع كل اقتتال فصائلي ينهش جسد الثورة، والسماح لهم بالمتاجرة بثورتكم ودماء أبنائكم، يضعكم على حافة الهاوية، وإن عدم السعي لاسترداد سلطانكم المغتصب، يجعل منكم سلعة رخيصة يتاجر بها قيادات المنظومة الفصائلية المرتبطة، التي رهنت قراراتها لما يسمى الدول الداعمة، وخزنت أسلحتها لتستخدمها في قتل أبنائكم، وإن ما حصل لثورة الشام اليتيمة ناتج عن غياب الوعي السياسي عند من تصدروا المشهد وتسلطوا على رقاب الناس، وناتج عن عدم تبني مشروع سياسي واضح يحدد الأهداف ويرسم الطريق القويم، وناتج عن عدم اتخاذ قيادة سياسية واعية ومخلصة تقود سفينة الثورة وسط الأمواج المتلاطمة التي تتقاذفها، فتداركوا أمركم، وأدركوا ثورتكم، واعتصموا بحبل ربكم، ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾.
====
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية سوريا
الثلاثاء، 22 ذو القعدة 1443هـ
21/06/2022م
رقم الإصدار: 1443 / 11