بيان_صحفي:
مجزرة "الجديدة" بريف جسر الشغور تكشف خفايا ما اتفق عليه المجرمون
أفاق أهالي بلدة الجديدة بريف جسر الشغور يوم الجمعة الموافق ل 23 من ذي الحجة المحرم؛ على مجزرة بشعة ارتكبتها طائرات الحاقد الروسي، أسفرت عن مقتل سبعة مدنيين من عائلة واحدة بينهم أربعة أطفال، بالإضافة لإصابة عشرة أخرين، وذلك خلال استهداف مزرعة للدواجن كانوا يقطنونها، وتأتي هذه المجزرة بعد يوم واحد من انتهاء القمة الثلاثية لكلٍّ من بوتين وأردوغان ورئيسي، والتي جمعتهم في العاصمة الإيرانية طهران.
أيها المسلمون في أرض الشام المباركة: لقد توالت عليكم المجازر الفظيعة على مر سنوات الثورة الماضية، وخاصة بعد كل اجتماع يعقده "الضامنون" الخبثاء، حيث بلغ عدد المجازر التي وقعت ما يزيد عن مئتي مجزرة، وجلها كان إما قبل لقاء سياسي أو بعده، وليست مجزرة الجديدة استثناء عن أخواتها من مجازر للانتقام منكم وإخضاعكم، ولإرسال رسائل سياسية بين الدول المتآمرة.
وها أنتم ترون ما يمارس في حقكم من مجازر تلو المجازر، والتي تمت كلها بضوء أمريكي لئيم، وتحت غطاء دولي وبتفويض أممي، وأدوات ضامنين منهم الواضح بعدائه لكم؛ ومنهم من كان متسترا بعبارات رنانة تكفلت سنوات الثورة بإسقاطها وتعريته، حتى أصبح في خانة واحدة مع أقرانه وفي مكانه الصحيح الذي يناسبه.
يا أهلنا في الشام: لقد بات واضحاً عندكم كيف تتم هذه المجازر؛ والقادة المرتبطون لا يحركون تجاهها ساكناً، ولا تسمعون لهم ركزا كأنهم خشب مسندة، وقد خبرتموهم أيضاً كيف أن تحركاتهم وإن حصلت؛ فهي لا تعدوا كونها ذرا للرماد في العيون، ورفع عتب ليس أكثر، وذلك خوفاً من أن تتحركوا وتجتثوهم من مناصبهم المزعومة نتيجة تقصيرهم. ولقد بات عندكم واضحاً، يا أهلنا في الشام؛ كيف أن قيادات هذه المنظومة الفصائلية؛ حريصة كل الحرص أن تقدم أوراق اعتمادها للغرب الكافر، وتقدم في سبيل ذلك كل التنازلات، فما كان في الماضي غير مسموح به؛ أصبح اليوم ضرورة، ولأجل ماذا؟.. لأجل مناصب سرابيه؛ وسيكون حالهم كما كان حال أقرانهم من قبل، وهذا حال العميل والتابع الرمي بعد الفروغ من المهمة.
أيها المسلمون في الشام عقر دار الإسلام: إن دماء أبنائنا لن ينتصر لها إلا من كانت أياديهم طاهرة لم تتلوث، ولم يتلونوا، لن ينتصر للدماء الطاهرة إلا من قدّم أوراق اعتماده لله سبحانه وتعالى؛ وكان حريصا على نيل رضوان الله وحده، إنه لن ينتقم لتضحياتنا إلا من امتلك قراره واعتصم بحبل ربه عز وجل، وإن خلاصنا لن يكون إلا عبر رجال باعوا الله أنفسهم وأموالهم، ولم يبيعوها للداعمين والمتآمرين بثمن بخس. فكان لا بد لنا من اتخاذ قيادة سياسية واعية صادقة جربناها في المواقف جميعها، تمتلك مشروعا واضحة وطريقة مستقيمة محددة، لنسير معا نحو تحقيق ثوابتنا وأهدافنا وخلاصنا وعزنا، وذلك هو السبيل الوحيد للخلاص، وبذلك نرد كيد الكائدين إلى نحورهم، ومكر الماكرين إلى قلوبهم، لتمتلئ حسرة وندامة وذلا، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).
====
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية سوريا