publications-media-office-syria

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

 

WhatsApp Image 2025 02 22 at 12.09.14 PM

 

pdf2 2

بتاريخ 19/2/2025م، وصل وفد من الجالية اليهودية السورية في الولايات المتحدة إلى دمشق، بينهم "الحاخام الأكبر" للجالية يوسف حمرا، والحاخام الأمريكي "المتطرف" آشر لوباتين، إلى جانب عدد من السوريين اليهود المقيمين هناك، وقام الوفد بزيارات إلى مواقع تاريخية وثقافية، مثل مقابر اليهود السوريين وكنيسي الفرنج والراكي، ومدرسة ابن ميمون اليهودية، ومعبد جوبر، في خطوة وصفها متابعون أنها تعكس اهتمام الوفد بإعادة إحياء الوجود اليهودي في البلاد.

كما أجرى الوفد اليهودي لقاءات مع الحكومة السورية للمرحلة الانتقالية، بما في ذلك لقاء مع نائب وزير الخارجية السوري، الذي أكد أن "كافة الطوائف في سوريا سوف تلعب دوراً في مستقبل البلاد". وقال هنري حمرا، نجل الحاخام يوسف حمرا، إن وزارة الخارجية السورية تعهدت بحماية التراث اليهودي في سوريا. وقال مدير فريق الاستجابة للطوارئ في سوريا، معاذ مصطفى، إن هذا الوفد اليهودي الأول الذي يعود إلى سوريا منذ 33 عاماً، مضيفاً: "نحن نهدف إلى إعادة بناء الكنس اليهودية وحشد المجتمع الدولي لرفع العقوبات". وفي رسالة وجهها إلى اليهود السوريين في مختلف أنحاء العالم، قال مدير فريق الاستجابة للطوارئ في المنظمة السورية للطوارئ إن "وطنكم آمن، وبإمكانكم العودة".

فيما وجّه أحمد بدرية، ممثل رئيس إدارة المرحلة أحمد الشرع، رسالة ترحيب باليهود السوريين للعودة والمشاركة في بناء البلاد في إطار سوريا الجديدة.

هذا وقد تفاوتت ردود الأفعال عن الزيارة، فاعتبر ناشطون زيارة الوفد، بأنها تحمل أبعادا اجتماعية وثقافية، وأنها تأتي ضمن جهود استكشاف سياسات الحكومة السورية الجديدة تجاه الأقليات، فيما اعتبر آخرون ذلك انفتاحاً تجاه الطائفة اليهودية عبر عدة رسائل، اعتبرها البعض محاولة لكسب دعم دولي وطمأنة "إسرائيل" بشأن نواياها المستقبلية، فيما ذهب آخرون أن هذه الزيارة يمكن أن تشكل مقدمةَ اختراقٍ تحت شعارات براقة لجعل سوريا مستباحة كما كانت على زمن النظام البائد يعربد فيها العملاء والمتآمرون.

ليست المسألة حق السوريين بالعودة إلى بلدهم، ولكن المسألة التي يجب التحذير منها هي المتطرفون المتصهينون ذوو الأجندات الذين يستغلون ظروف المرحلة لبدء تنفيذ مخططاتهم ونسج خيوط مكرهم. وإن الناظر في تاريخ الحاخام الأمريكي الصهيوني "المتطرف" آشر لوباتين، الذي كان في مقدمة الوفد، لا يراه إلا صهيونياً متطرفاً معادياً للإسلام والمسلمين وداعياً لاستئصالهم واحتلال أرضهم ومقدساتهم، ومعروفٌ دعمه الصفيق لاحتلال فلسطين والجولان وحرب الإبادة في غزة، وهو من عرّابي التطبيع مع الاحتلال، ومعروفٌ أيضاً دعمه لتجنيس وتجنيد الدروز السوريين في جيش الاحتلال لقتل العرب والمسلمين وسرقة أراضيهم.

ومعلومٌ أيضاً طموحات كيان يهود ونزعاته التوسعية، بدعم من الفرعون الجديد ترامب الذي يصرح جهاراً نهاراً بحق "إسرائيل" بتوسيع مساحتها، بل ذهب بكل عهر سياسي وصفاقة للدعوة لتهجير أهل غزة خارج فلسطين. ولا يخفى السعي الخبيث من أفراد ومنظمات ودول، ضمن مخطط صهيوني غربي خبيث، لاختراق بلاد المسلمين عبر القوة الناعمة لصنعِ قاعدةٍ لتمدد الاحتلال وتوسيع نفوذه وعلاقاته بكل وسيلة ممكنة.

إن الموقف من احتلال يهود لفلسطين واغتصابه لمقدسات المسلمين وسفكه لدماء أهلها، ومن مخططات كيان يهود التوسعية هو موقف شرعي ومبدئي تفرضه عقيدة الإسلام، كيان غاصب لا يرقب في فلسطين ومسلميها ومقدساتها إلاً ولا ذمة، لا تنفع معه مواقف الملاينة أو المهادنة أو الملاطفة أو المسالمة وتقديم أوراق الاعتماد، لأنها لن تجر علينا إلا مزيداً من الخزي والدمار وتجريء الأعداء علينا، ومشهودةٌ هي مواقف الصادقين في طوفان الأقصى التي مرغت أنوف النتن والكيان وجنودهما في التراب.

من أجل ذلك كله، كان لابد من إعادة القضية إلى أصلها وجذرها، قضية إسلامية خالصة، لا تخص بلداً بعينه، إنما تخص كل بلاد المسلمين وأهلها الذين آن لهم أن يملؤوا الساحات لدفع المخلصين في جيوش الأمة لإسقاط عروش الأنظمة المتآمرة وتحريك الجيوش بعد كسر الحدود الوهمية التي خطها الكافر المستعمر بيديه، لتحرير أولى القبلتين وثالث الحرمين، لتعود فلسطين كل فلسطين أرضاً إسلامية خالصة، وفي ذلك وحده الحل الجذري الوحيد بتحقيق وعد الله باستئصال كيان كيهود والقضاء على أطماعهم، ونسأل الله أن يكون ذلك قريباً.

قال تعالى: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا).

 

======
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

الخميس، 22 شعبان 1446هـ
20/2/2025م
رقم الإصدار: 1446 / 12