publications-media-office-syria

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

 

photo 2025 12 08 10 28 54

 

pdf2 2

نستذكر اليوم ذكرى فاصلة في تاريخ سوريا؛ لحظة سقوط الطاغية الذي أذاق أهل الشام أصناف القهر والقتل والتهجير، مستندًا إلى دعم دولي مكشوف، وعلى رأسه الدعم الأمريكي الذي وفّر له الغطاء السياسي والعسكري طوال سنوات المحرقة. ورغم هذا التآمر، قدّر الله لهذه الأمة نصرًا يفتح بابًا واسعًا لتحمّل مسؤولية الحفاظ عليه وصون مكتسباته.
إن تضحيات أهل الشام العظيمة — دماءً وأشلاءً وصبرًا وثباتًا — ليست حدثا عابرا، بل عهدٌ يوجب استكمال الطريق لتحقيق أهداف الثورة وثوابتها، وفي مقدمتها إقامة حكم الإسلام داخلياً وخارجياً وإنهاء النفوذ الأجنبي بكل أشكاله، واستعادة القرار السيادي للأمة بعيدًا عن الارتهان للدول المتدخلة ومساوماتها.
يا أهلنا في شام الإسلام: إن تضحياتكم التي قدمتموها على مر سنوات طوال يجب أن تقف سداً منيعاً بوجه محاولات إعادة تدوير النظام بوجوه جديدة أو بدساتير علمانية معدّلة لا تعبّر عن هوية الأمة ولا عن تضحياتها.. وكونوا على يقين أن أمريكا تسعى بمكرها لإعادة إنتاج منظومة الاستبداد، وذلك عبر التدخل في شئون سوريا بذريعة “الاستقرار” ولكم فيما حصل في مصر أكبر دليل فقد غدرت بمرسي ووضعت السيسي بديلاً عنه.
إن أمريكا التي تتشدق بمحاربة الإرهاب، كانت ولا زالت الداعم الأول للمشاريع التي تستهدف ثورات الشعوب، وهي المسؤولة عن كثير من المآسي في سوريا والعراق وفلسطين وغيرها، ولا يُنتظر من سياساتها إلا دمار البلاد وإذلال العباد لتثبيت نفوذها وإبقاء المنطقة في دوامة الفوضى.
وواهم كل من يظن أنهم يريدون بنا خيراً، وقد وصف الله أفعالهم في كتابه العزيز بقوله تعالى: ﴿مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَلَا ٱلۡمُشۡرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ خَيۡرٖ مِّن رَّبِّكُمۡۚ﴾.
يا أهلنا في أرض الشام: الحذر الحذر من الانجرار وراء دعاوى المرجفين ودعاة الاستسلام السياسي، يقول تعالى: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾
ونذكركم في ذكرى انتصار الثورة على أعتى مستبد أن سقوط الطاغية لا يعني انتهاء الصراع، فالمعركة ليست مع شخصٍ فحسب، بل مع نهج وسياسات وقوانين، ومع منظومة كاملة قامت على فصل الأمة عن هويتها وجذورها. وهي معركة بين إرادة الأمة وسيادة المستعمر، بين حكم الله وعدل شريعته، وبين مشاريع الهيمنة وأدواتها.
فيا أبناء الشام اثبتوا على الأسس والثوابت التي انطلقت لأجلها الثورة، وقدمتم من أجلها الدماء وعظيم التضحيات، وارفضوا كل الحلول الاستسلامية، وسارعوا إلى التمسك بالمشروع الحضاري الذي يعيد للأمة كرامتها ووحدتها، مشروع الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فهذا المشروع هو الذي يصون دماء الشهداء، ويكافئ التضحيات ويحقق لنا العز والسؤدد والفلاح.
يا أهلنا في الشام: اعلموا أن النصر الحقيقي لا يكتمل إلا باستعادة السيادة الكاملة للأمة ومنع قوى الخارج من سرقة ثمار التضحيات، وأن المرحلة المقبلة تتطلب وعيًا وتكاتفًا ومسارًا واضحًا ينبثق من عقيدة الأمة وينسجم مع هويتها وقيمها، فلا ترضوا بديلاً عن مشروع الإسلام وتطبيق حكم الإسلام في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة، وإنها لقائمة قريباً بإذن الله، فكونوا من جنودها لتكونوا من شهودها.
قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).

----------
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

الأحد، 12 جمادى الآخرة 1447هـ
3/12/2025م
رقم الإصدار: 1447 / 9