publications-media-office-syria

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

بيان صحفي


pdf2 2
أعلن وزير الحرب الأمريكية بيت هيغسيث، فجر السبت 20/12/2025م، بدء عملية "ضربة عين الصقر" في سوريا للقضاء على مقاتلي "داعش" وبنيتهم التحتية ومواقع أسلحتهم، قائلاً إن هذه الضربة تأتي رداً مباشراً على الهجوم الذي استهدف القوات الأمريكية في 13 ديسمبر بتدمر السورية، مضيفاً: "هذه ليست بداية حرب بل هي إعلان انتقام". ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤول أمريكي قوله: إن الجيش الأمريكي يستهدف عشرات المواقع التابعة لتنظيم "داعش" في وسط سوريا، وأن المواقع التي استهدفتها الطائرات الأمريكية تشمل مخازن أسلحة ومبانٍ لدعم العمليات. بينما نقلت وول ستريت جورنال عن مسؤول أمريكي قوله: إن "بيان الخارجية السورية يعني أنه بإمكاننا التحرك في سوريا ضد تنظيم الدولة". أما ترمب فعلّق قائلاً: "إن الحكومة السورية تساندنا بقوة في العملية ضد "داعش".. الحكومة السورية تدعم أمريكا بشكل كامل ... مستقبل مشرق لسوريا إذا تم القضاء على "داعش" ... تنظيم "داعش" في سوريا يواجه ردا انتقاميا قاسيا جدا من قبل الولايات المتحدة". وكانت الخارجية السورية قد صرحت بالقول: إن سوريا تدعو الولايات المتحدة والدول الأعضاء في التحالف الدولي للانضمام إلى دعم جهودها في "مكافحة الإرهاب.. سوريا تؤكد مجددا التزامها الثابت بمحاربة تنظيم "داعش" وضمان عدم وجود ملاذات آمنة له على أراضيها.. سوريا ستواصل تكثيف العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش أينما شكل تهديداً". فيما كان تصريح القيادة المركزية الأمريكية: "القوات المسلحة الأردنية قدمت دعما جويا بطائرات مقاتلة في هجومنا على تنظيم الدولة بسوريا، استهدفنا أكثر من 70 موقعا لتنظيم الدولة داخل الأراضي السورية باستخدام المدفعية والطائرات والمروحيات، استُخدم في العملية ضد تنظيم الدولة في سوريا أكثر من 100 قذيفة دقيقة". فيما صرح مسؤول أمريكي لفوكس نيوز أنه "بعد هجوم تدمر نُفذت 10 عمليات مشتركة مع الحكومة السورية أسفرت عن مقتل أو اعتقال أكثر من 20 عنصرا من داعش".

إن المتتبع للسياسة الأمريكية وإجرامها في بلاد المسلمين على مر عقود يدرك يقيناً حجم حقدها على الإسلام ومحاربتها للمسلمين تحت ذريعة "الإرهاب" وشماعته. واليوم، بات تنظيم الدولة، الذي لم يبق منه إلا أفراد متفرقون في الصحاري والبوادي وأعالي الجبال، والذي يتم تضخيم حجمه وأثره وخطره بشكل خبيث ومقصود ومتعمد، بات ذريعةً أمريكية للتدخل العسكري المباشر في سوريا ليتوازى مع الوجود الأمريكي الأمني للإشراف المباشر على رضوخ الإدارة الحالية لما ترسمه أمريكا من سياسات وما تفرضه من إملاءات، وعلى رأسها علمنة الدولة وإقصاء الإسلام عن الحكم والعفو عن أكابر المجرمين من الفلول بل ووضع بعضهم في مركز القرار، وفرض يدٍ طولى لرجالات ما تسمى "الأقليات"، وتمهيد الطريق للتطبيع مع يهود رغم كل عربدته واستخفافه وخرقه للسيادة؛ والعمل للقضاء على النفس الثوري والجهادي الذي تجذر في نفوس أهل ثورة الشام، ومحاربة كل ما ومن له صلة بالعمل لتحكيم الإسلام في ظل دولة.

أيها المسلمون في الشام، أرض الرباط والثبات وعظيم التضحيات:
لقد بات واضحاً للقاصي والداني أن الحرب الأمريكية على "الإرهاب" إنما هي حرب صليبية صارخة على الإسلام وجنده، وأن أمريكا التي تخشى من تفلت الشام من قبضتها تستميت في حماية كيان يهود وتمكينه وتسخيره لتحقيق أهدافها القذرة للحيلولة دون أي محاولة مخلصة من الأمة للتخلص من الهيمنة الأمريكية والغربية وإعادة العزة والمنعة للمسلمين عبر دولة تجمع شملهم وتوحد قوتهم وتحرر أرضهم ومقدساتهم وتطبق شريعة ربهم. وإن الانخراط الكارثي للإدارة الحالية في التحالف الدولي هو شرعنة للوجود الأمريكي في سوريا، وتبرئة للتحالف الدولي من الجرائم التي ارتكبها على مدار عقد كامل ومن المجازر المروعة التي ابتدأها في أيلول 2014م تحت ذريعة "مكافحة الإرهاب"، وقوننة لكل ما يمكن أن يرتكبه من إجرام مستقبلاً. تحالف صليبي حاقد يتلطى خلف شعارات كاذبة ليخفي هدفه الحقيقي في الضغط على الأمة وتأديب الناس لتجرؤهم وخروجهم على المنظومة الدولية، واستهداف النفس الثوري والجهادي الذي تجذر في نفوس أهل الشام وأمة الإسلام وتطلعهم للحكم بالإسلام عبر دولة بعد عقود تطاولت من الذلة والمهانة وجريمة الحكم بغير ما أنزل الله. وإن من أخطر ما نطق به المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم باراك، تعليقاً على لقاء ترمب بالشرع، قوله: "سوريا كانت هي المشكلة واليوم أصبحت شريكا أساسيا لنا...، الحكومة السورية شريك أساسي في الحرب ضد تنظيم الدولة والحرب على "الإرهاب" ... سوريا التي كانت مصدرا للإرهاب اليوم هي شريك في مكافحته"! ما يؤكد أن أحداث اليوم هي تنفيذ حرفي لمخرجات لقاءي الرياض وواشنطن للحرب "على الإرهاب".


إن استمرار أمريكا في استثمار شماعة خطر تنظيم الدولة يدحضه ويفضحه إجرامها وحربها على الإسلام والمسلمين في العراق وأفغانستان والصومال واليمن وغيرها من بلاد الإسلام، يوم لم يكن فيها وجود لـ"داعش" إنما كان الحقد الصليبي الدفين الذي صرح به بوش الابن وينفث سمومه ترمب، متسترين بشعار "الحرب على الإرهاب"، فكل من يخالف توجهات أمريكا ويفضح مؤامراتها ويعمل لإجهاض مخططاتها ويعمل لإقامة الحكم بالإسلام ممثلاً بدولة هو بنظر أمريكا إرهابي مهدور الدم ومستباح الأرض والعرض.

أيها المسلمون في الشام، أرض الإسلام المخضبة بدماء شهداء ثورة الشام:
لقد أسقطتم أعتى طاغية ورفعتم أعظم الشعارات وتبنيتم أسمى الثوابت على مدار سنيّ الثورة وجددتم العهد معها في ذكرى التحرير، فكونوا مع الله حقا فلن يخذلكم الله الذي وعدكم بالنصر والتمكين إن التزمتم أمره وشكرتم نعمته، مهما ادلهمت الخطوب واشتدت المحن، فمعية الله التي لمسناها في ثورة الشام لن تخذلنا إن أقمنا الدين، فنحن أعزاء بديننا أقوياء بربنا لن تخدعنا دعاوى التخذيل والتيئيس والإرجاف التي تستهدفنا كي لا نكمل طريقنا نحو عزنا ومجدنا ورفعتنا، فلنمض على بركة الله لإقامة حكم الإسلام، ولنقطع أيادي الدول المتآمرة علينا.
إن دماء الشهداء وتضحيات الثائرين العظيمة أمانة في أعناقنا لا يكافئها إلا الحكم بما أنزل الله عبر دولة الخلافة التي نسأل الله أن تكون الشام عقر دارها، فنعم الدار هي ونعم العاملون لإقامة هذا الفرض العظيم قال تعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ).

------------
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

الثلاثاء، 3 رجب 1447هـ
23/12/2025م
رقم الإصدار: 1447 / 10