عُقد مؤتمر الطاقة الدولي الثالث والعشرين خلال يوم أمس في اسطنبول، وقد صرح الرئيس أردوغان في كلمته الافتتاحية في المؤتمر، الذي تشارك فيه أيضًا مع الرئيس الروسي بوتين، بقوله: "أصحاب الفخامة رؤساء الدول، والضيوف الكرام القادمين من جميع أنحاء العالم، أدعوكم! لتوحيد قوانا لإحلال السلام في سوريا و العراق و الشرق الأوسط". وبعد القمة، عقد أردوغان وبوتين اجتماعًا لمناقشة الوضع في سوريا و حلب وعملية درع الفرات، وبعد ذلك عقدا مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا. وأعلن الرئيسان أنهما قد اتفقا على تطوير التعاون بينهما فيما يتعلق بالقضايا السورية والعراقية، وبشكل خاص فيما يتعلق بمجال الطاقة.
وقد نشرت وسائل الإعلام بكثرة صورًا تظهر المشاعر الدافئة بين أردوغان وبوتين الذي قام بزيارة تركيا للمرة الأولى بعد أزمة الطائرة. إن هذه الزيارة، التي تأتي في الوقت الذي تواصل فيه روسيا مجازرها في سوريا، وفي الوقت الذي سَوّى فيه النظام السوري حلب بالأرض، تتحدى وتسخر من مشاعر وقيم تركيا وأهلها والأمة بأسرها. إن أردوغان ومن خلال دعوته بوتين لزيارة تركيا واتفاقه معه على قضايا تتعلق بالطاقة، يحافظ على دوره المرسوم في الوقت الذي ما زال فيه غضب أهل تركيا والأمة بأسرها يتصاعد تجاه بوتين. ويعتقد الرئيس أن غضب المسلمين تجاه بوتين سيهدأ من خلال مثل هذه المبادرات. ولذلك فنحن نسأله؛ أليس بوتين عدوًا للإسلام والمسلمين؟! أليست روسيا دولة استعمارية احتلت الشيشان وأفغانستان وجزيرة القرم وترتكب المجازر الآن في سوريا؟! ألم تصلك أخبار الأعمال الوحشية والمذابح من المناطق المحتلة؟! ربما يكون بوتين زعيمًا مهمًا بالنسبة لك؛ إلا أن المسلمين سيعتبرونه دائمًا عدوًا للإسلام وقاتلًا للمسلمين. إن التوقع بأن يأتي السلام لسوريا والعراق من خلال قاتل الأطفال بوتين هو هذيان ما بعده هذيان، لأن أهل سويا على الأقل وكذلك أنت تعرفون أن بوتين شريك أوباما.
وبينما قال الرئيس: "لقد تحدثنا عن عملية درع الفرات وقيمنا الطرق التي يمكن أن نتعاون من خلالها"، قال الرئيس الروسي: "اتفقنا مع الرئيس التركي على بذل كل ما في وسعنا لدعم مبادرة دي ميستورا بشأن انسحاب الوحدات العسكرية، التي ترفض إلقاء أسلحتها...". إن هذه التصريحات التي أطلقها أردوغان وبوتين تعتبر مؤشرًا واضحًا على أن عملية درع الفرات يجري تنفيذها بالتعاون مع قوات دولية. لأن كلا من روسيا وأمريكا تدعمانها. وبناء على ذلك، فإن عملية درع الفرات لا تمثل انتصارًا بل عملية تآمر على حلب. ونحن هنا نتساءل؛ ألا تعتبر هذه التفسيرات دليلًا على المؤامرة على حلب؟! ألا تمثل هذه التفسيرات حربًا بالوكالة يجري شنها وبالتعاون مع روسيا من أجل تنفيذ خطة الحل الأمريكية في سوريا؟!
أيها المسلمون! إن قادة تركيا يعتبرون مصافحة القاتل بوتين شرفًا عظيمًا لهم رغم مجازره في حلب، ويرون التعاون مع روسيا، التي تفتك بأهل سوريا وجزيرة القرم، نجاحًا لسياستهم الخارجية. وهم يصورون أن عقد الصفقات على بلاد المسلمين مع أعداء الإسلام بأنها استراتيجية. وهم يرون شن حرب بالوكالة عن أمريكا في جرابلس انتصارًا عظيمًا. إلا أن مؤامراتهم هذه تفطر قلوبنا وقلوب أهل حلب و درعا و إدلب و الشام كلها. فيجب فضح هذه المؤامرات، ويجب ألا نسمح بنجاح هذه الخطط الخبيثة. عليكم مساعدة الذين يكافحون لجعل بلاد الشام مركز دار الإسلام والتي ستكون نقطة انطلاق الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بإذن الله.
التاريخ الهجري 10 من محرم 1438هـ
التاريخ الميلادي الثلاثاء، 11 تشرين الأول/أكتوبر 2016 م
رقم الإصدار: ت.ر/ب.ص/2016 / م.إ / 029
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/turkey/39922