مترجم
تشهد الأردن حاليا أحوالاً جوية قاسية وهطول أمطار غزيرة مع انخفاض شديد في درجات الحرارة مما كان له تأثير كبير على مخيم اللاجئين السوريين فيها والذين يخوضون معركة من أجل البقاء بسبب هذه الظروف المعيشية السيئة. فقد حول المطر الغزير والثلوج والرياح العاصفة المخيم إلى مستنقع موحل، مع العلم أن غالبية سكان المخيم هم من النساء والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما. وقد أكدت فرق الإغاثة في المخيم أن هذه الفئة الضعيفة تعاني من مخاطر سوء التغذية وانخفاض حرارة الجسم مع عدم كفاية الموارد لتلبية احتياجاتهم. وهناك العديد منهم يعانون من أمراض تهدد حياتهم خاصة مع انعدام الرعاية الطبية. وكانت هناك وفيات بين الأطفال بما فيهم طفل لم يتجاوز عمره التسعة أشهر بسبب الجفاف والإسهال الشديد. ووفق تقرير لقناة الجزيرة ووسائل إعلام أخرى فقد اندلعت في الثامن من كانون ثاني احتجاجات عنيفة في مخيم الزعتري نتيجة الظروف القاسية التي يعيشون بها. وقد علقت الدكتورة نسرين نواز عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير قائلة: "
إن وضع المخيمات السورية مخز ويجلب العار على الحكومة الأردنية والحكومات المجاورة المتواطئة جميعا في هذا الظلم. وإن العالم بأسره يعلم أن مسلمي سوريا قد فروا من أبشع اضطهاد مارسه عليهم نظام الطاغية الأسد ما اضطرهم للجوء إلى الدول المجاورة، ولكنهم بدل أن يجدوا الأمل والراحة استُقبلوا بالبؤس والشقاء، ووُضعوا في مخيمات ينتظرهم فيها الموت والتي كانت أكثر خطرا عليهم من المجازر التي هربوا منها، فكانوا كالمستجيرين من الرمضاء بالنار. ولم يبد الزعماء في المنطقة أي توجه سياسي لتلبية احتياجاتهم .
وإننا شابات حزب التحرير نحمل كل حكام المسلمين مسؤولية الحفاظ على حياة المسلمين في سوريا أو تأمين الاحتياجات الأساسية للاجئين. وإننا نحمل كل الحكومات العميلة للغرب في الأردن والسعودية وتركيا وإيران على تواطئهم مع نظام أسد المجرم وسماحهم لتلك الكارثة الإنسانية أن تحصل، فأيديهم جميعا ملوثة بدمائهم، وهم من تنطبق عليهم الآية الكريمة: ((الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)).
إن الخلافة لن تتعامل مع قتل واضطهاد المسلمين كقضية لاجئين، بل كقضية تحتاج تدخلا عسكريا يقضي على المشكلة من جذورها، كما كان الحال أيام الخلافة الأموية عندما أرسل الحجاج بن يوسف الثقفي جيشا جرارا بقيادة محمد بن القاسم للدفاع عن نساء وأطفال تعرضوا لهجوم من السند. ويشهد التاريخ على المعاملة الإنسانية التي تلقاها اللاجئون من غير المسلمين الذين فروا من الاضطهاد من الدول غير الإسلامية، كما حصل مع اليهود الذين فروا من إسبانيا المسيحية أيام محاكم التفتيش هناك، وطلبوا الحماية من دولة الخلافة العثمانية التي وفرت لهم الحماية كمواطنين في الدولة وعاشوا تحت ظلها برفاهية وازدهار، مما جعلهم لا يريدون العودة إلى موطنهم الأصلي .
إنها فقط الدولة الإسلامية غير القومية التي تضمن حقوق الإنسان وتحفظ دماءهم، هي التي تقضي على معاناة نساء وأطفال المسلمين. وإننا شابات حزب التحرير نقول لأخواتنا وإخواننا السوريين أننا ندين وبشدة إهمال حكام المسلمين في المحافظة على حياتهم، وأننا نعمل على نطاق عالمي للقضاء على دول الظلم والقمع بحمل الدعوة لإقامة الدولة التي ستكون الدرع الحامي لهم ولغيرهم وهي دولة الخلافة. وإنا ندعوكن أخواتي للانضمام لهذا العمل الجليل لاستئناف الحياة الإسلامية تحت أحكام الله تعالى التي سيعيش الجميع في كنفها بعدل وأمن وأمان .
السبت 29 صفر الخير 1434هـ
الموافق 2013/01/12م
د. نسرين نواز
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير