ها هو تفجير جديد مزدوج يودي بحياة عدد من الأبرياء ويجرح العشرات منهم، في سياق مسلسل من التفجيرات طالت مناطق عدة، من بيروت وضاحيتها إلى طرابلس والهرمل وغيرها. ويسقط ضحيتها أناس من كل الفئات دون استثناء.
سبق وأصدرنا بيانات في أحداث سابقة متشابهة تؤكد حرمة استهداف المدنيين الآمنين بأطفالهم ونسائهم وشيوخهم ورجالهم. ونعيد اليوم ونؤكد حرمة هذه التفجيرات ونستنكرها، بصرف النظر عن هوية فاعليها، أو من يخطط لها ويقبع خلفها. قال تعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾، وقال سبحانه: ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾. وعليه فإن ضلوع حزب إيران في لبنان في المجزرة الوحشية التي تُرتكب بحق أهلنا في سوريا لا تبرر استهداف أناس أبرياء بذريعة أنهم ينتسبون لمذهبه أو طائفته أو بيئته الحاضنة. كما أن استهداف المنشآت التابعة لإيران وحزبها لا يبرر أيضا هذه الأعمال لأنه معروف سلفًا أن القتلى والجرحى والمتضررين سيكونون من الأبرياء ومعصومي الدم والمال الذين لا ناقة لهم ولا جمل في الأحداث الجارية. كما لا يصح تبرير هذه التفجيرات بحق الرد على العدوان بمثله، فرد العدوان يكون على المعتدي لا على غيره. ولطالما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون بعدم قتل الأبرياء في الحرب، فقال صلى الله عليه وسلم موصيًا المجاهدين وهو يُنفذهم إلى الغزو: «انطلقوا باسم الله وبالله وعلى مِلَّةِ رسول الله، لا تَقْتُلُوا شيخًا فانيًا ولا طِفلاً ولا صغيرًا ولا امرأة» [رواه أبو داود].
نوجه هذا الكلام للذين يبررون هذه الأعمال ويروّجون لها، الذين يُسْدون خدمة مجانية لأعداء ثورة الأمة وحراكها السياسي. إذ تحت عنوان "محاربة الإرهاب" يحشد أعداء ثورة الأمة كافة القوى لمحاربة ثورة الشام وأنصارها في لبنان، ويعتقلون أنصار الثورة أو يقتلونهم، مُدْرِجين إياهم في ملفات التفجيرات والإرهاب، ومصدرين في ذلك البيانات دون حسيب ولا رقيب.
وإننا إذ نوضح موقفنا المبدئي الشرعي من هذه التفجيرات، نعلن بالفم الملآن أننا نرتاب في هوية الجهات الكامنة وراءها والمخططة لها، ولا نسارع سلفًا إلى إلصاقها بأنصار ثورة الشام، ولا نصادق على البيانات التي تصدرها سلطة الشراكة الأمريكية الإيرانية التي انضمت إليها السعودية في لبنان، ونرتاب في كثير من التسجيلات المنشورة على شبكة الإنترنت. وفوق ذلك كله نؤكد أن المسؤول الأول عن هذه التفجيرات وما يترتب عليها من خطر الفتنة والاقتتال هو من فتح بابها بإرسال مرتزقته إلى سوريا لقتل أهلها بالشراكة مع طاغية علماني مجرم.
20 من ربيع الثاني 1435
الموافق 2014/02/20م
أحمد القصص
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية لبنان
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_33543