lectures

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar171115


الخبر:


 ذكر موقع رأي اليوم أن مصادر أمريكيّة وأخرى في كيان يهود رفيعة المستوى، كشفت النقاب عن أنّ إدارة الرئيس الأمريكيّ باراك أوباما، رفضت اقتراح رئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو إعادة دراسة الموقف الأمريكيّ من إعلان دولة يهود ضمّها للجولان السوري المحتل. ونقلت صحيفة (هآرتس) الصادرة في الكيان عن مصدر رفيع في البيت الأبيض إشارته إلى الرفض الأمريكيّ.

التعليق:


 أولا: قبل الحديث عن الجولان لا بد لنا من معرفة بعض الحقائق عنها:

- تطل هضبة الجولان على بحيرة طبريا ومرج الحولة في الجليل، أما شرقًا فيشكل وادي الرقاد القادم من الشمال بالقرب من طرنجة، باتجاه الجنوب حتى مصبه في نهر اليرموك حداً عرف بأنه يفصل بين الجولان وبين سهول حوران وريف دمشق. ومن جهة الشمال يشكل مجرى وادي سعار ــ عند سفوح جبل الشيخ ــ الحدود الشمالية للجولان، حيث تمتد بين بانياس ــ منابع نهر الأردن ــ حتى أعالي وادي الرقاد جهة الشرق. الحدود الجنوبية يشكلها المجرى المتعرج لنهر اليرموك والفاصل بين هضبة الجولان وهضبة عجلون في الأردن.

- تبعد هضبة الجولان 50 كم إلى الغرب من مدينة دمشق. وتقدر المساحة الإجمالية لها بـ 1860كم2، وتمتد على مسافة 74 كم من الشمال إلى الجنوب دون أن يتجاوز أقصى عرض لها 27 كم.

- هضبة الجولان لها أهمية استراتيجية كبيرة لما تتمتع به من موقع استراتيجي. فبمجرد الوقوف على سفح الهضبة، يستطيع الناظر رؤية الشمال الشرقي من أرض الإسراء والمعراج بالعين المجردة بفضل ارتفاعها النسبي. وكذلك الأمر بالنسبة لسوريا، فالمرتفعات تكشف الأراضي السورية أيضًا حتى أطراف العاصمة دمشق. وقد أقام كيان يهود المسخ محطات إنذار عسكرية في المواقع الأكثر ارتفاعا في شمالي الهضبة لمراقبة تحركات المنطقة.

- يسيطر كيان يهود على 1200 كم2 من مساحة الجولان، وهي مصدر مائي كبير لبعض الأنهار مثل بانياس والحاصباني والداني ونهر اليرموك.

ثانيا: إن أهمية الجولان تكمن في أنها منطقة استراتيجية نظرا لارتفاعها، فمن يسيطر على الجولان يستطيع أن يسيطر على المنطقة بكاملها، ومن هنا ندرك مدى الصراع عليها؛ فكيان يهود يريد الاحتفاظ بها لما تتمتع به من خصائص استراتيجية عملاقة تستطيع من خلالها بناء القواعد وأبراج المراقبة - وقد قامت بذلك فعلا -، وتريد الولايات المتحدة السيطرة على الجولان لإقامة القواعد هناك لإدراكها خطورة ما يحدث في المنطقة والاستعداد لخبر مفاجئ، لذا هي تريد هذه المنطقة لها ولن تسمح لكيان يهود بالسيطرة عليها وهي عندما تطالب بإعادتها لسوريا إنما تطالب بها لنفسها ولتكون تحت سيطرتها وهيمنتها.

ثالثا: إن كيان يهود يدرك خطورة الجولان وأهميتها ويدرك نتنياهو هذا الأمر، كيف لا يدركه وهو يدرك لما قتل رابين عندما أحدثت أمريكا اختراقاً في ما سُمّي آنذاك بوديعة رابين فقتله يهود أنفسهم لما قبل التنازل عنها مقابل ضمانات أمنية والتزامات عسكرية ونفقات ضخمة حيث قال إسحاق رابين أن "عمق الانسحاب من الجولان سيعادل عمق السلام". في جلسة مجلس الوزراء في 8 أيلول/سبتمبر 1994 لمح رابين إلى أن الانسحاب من الجولان سيتم في إطار اتفاقية سلمية تشابه معاهدة السلام بين الكيان المسخ ومصر، أي انسحاب تدريجي مرافق بتطبيع العلاقات بين سوريا ويهود وترتيبات أمنية خاصة.

رابعا: إنه مما يؤلم القلب أن تتصارع دول الكفر على بلاد المسلمين في الوقت الذي يتقدم فيه عملاء الغرب في بلاد المسلمين بمبادرات خيانية مجرمة للاعتراف بكيان يهود، ولكن هيهات هيهات لهم ذلك وقد بدأت الأمة تصحو من غفلتها وتتلمس سبيلها نحو الارتقاء إلى إقامة الكيان السياسي للمسلمين - دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة - لتنسي الكفار وساوس الشيطان، وإن غدا لناظره قريب.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان - الأردن

05 من صـفر 1437
الموافق 2015/11/17م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_53181