press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

art050318

سعت أمريكا ومن ورائها الغرب الكافر منذ بداية ثورة الشام المباركة إلى تحويلها من ثورة شعب إلى ثورة فصائل حتى يسهل عليها التعامل معها و حرف مسارها عن ثوابتها، كي تنهي ثورة الشام التي تهدد مصالح أمريكا، وتهدد النظام المجرم العميل لها، القابع في دمشق، فتحميه من السقوط، وتقضي على ثورة الشام، كما قضت على مثيلاتها في مصر وتونس وليبيا.

فأمريكا مدت للفصائل المرتبطة حبائل الدعم، وأغرتها بالمال السياسي القذر. فسقط في حبالها بعض الطامعين الذين باتت على أعينهم غشاوة، فباتوا يرون أن الولايات المتحدة الأمريكية صديقة لأهل الشام في ثورتهم، وأنها ستعمل على مساعدتهم في تحقيق مطالب ثورتهم، في إسقاط النظام، ونيل الحرية، وتحقيق العدل والعيش الكريم، وقد كانت أمريكا تخدعهم بشعارات براقة، ولكن لم يطل الزمن بها حتى انكشف خداعها للصغير قبل الكبير، فتحطمت مخططاتها، وبانت أكاذيبها، وفضحت على صخرة ثورة الشام المباركة.

وقد تمكنت أمريكا وبعض أدواتها، من ربط بعض قيادات الفصائل بغرف الدعم التي تهيمن عليها، فأصبحت ترسم لهم الخطوط الحمراء فيلتزمون بها، وتأمرهم بتسليم المناطق للنظام فيطيعون وينفذون، حتى أضحوا أداة طيعة مذللة، ينفذون كل مخطط تمت هندسته في أقبية غرف العمليات الدولية، لاحتواء أهل الشام وضرب ثورتهم، وتشتيت جهود المجاهدين في معارك جانبية لا تؤثر على نظام الإجرام.

وها هي غوطتنا التي قال عنها الحبيب المصطفى بأنها "فسطاط المسلمين" تفرز الناس إلى فسطاطين، فسطاط الإيمان، وفسطاط النفاق، فما تتعرض له الغوطة من حرب إبادة وتدمير، يصبه المجرمون على رؤوس أهلها، تحت سمع العالم المتآمر كله وبصره، وفي ظل تخاذل سافر وواضح من قبل المنظومة الفصائلية الحالية، وقاداتها المرتبطين المتخبطين، فنراهم تارة يقتتلون فيما بينهم ويستبيحون دماء بعضهم البعض، مقدمين أرواحهم هدية رخيصة لنظام السفاح ولأمريكا، وباقي الأشياع والأتباع، من أعداء ثورة الشام، ونراهم تارة أخر يحاولون تغطية عوار تقصيرهم، فيخرجون بيانات خادعة عن معركة وهمية لنصرة أهل الغوطة، أو يقصفون على مناطق نظام الإجرام بعض القذائف غير المؤثرة، ودون القيام بمعركة حقيقية تخفف عن إخواننا في الغوطة، وتعجل من إسقاط النظام المتهاوي الذي بات لا يحتاج سوى ضربة مركزة من يد مخلصة تقتلعه من جذوره، فيحاولون بهذه الأساليب الملتوية خداع الحاضنة الشعبية التي وعت على كل دجلهم ومكرهم، وقريبا بإذن الله ستنبذهم وتلفظهم كما تلفظ النوى.

نعم لقد ظهر خطر الفصائل والمنظومة الفصائلية التي رعتها أمريكا وأشرفت عليها، نعم لقد سقطت المنظومة الفصائلية في عيون الحاضنة الشعبية، ولكن لم تسقط ثورتهم العظيمة، ولن تسقط بإذن الله تعالى.

لقد رأينا جموع أهل الشام تخرج ضد الفصائل، ضد تخاذلهم، وضد اقتتالهم، وهم يدعون أبناءهم في تلك الفصائل ليرجعوا إلى فسطاط أهلهم وثورتهم، بدل أن يكونوا مطايا لأعدائهم، لتنفيذ مخططاتهم، وأداة في أيدي أعدائنا لهدم ثورة عجزت دول العالم أجمع عن إسقاطها والقضاء عليها.

نعم أيها المجاهدون... يا أبناء الفصائل، يا من أذهلتمونا بإخلاصكم، وقتالكم النظام المجرم وأتباعه وأشياعه، ولكنكم قتلتمونا بصمتكم على قادتكم ومتاجراتهم بتضحياتكم،لقد #ضاق الخناق، وآن الأوان كي تأخذوا على أيدي العابثين بثورتنا، وأن تتخذوا الموقف الذي يليق بكم وبتضحيات أهلكم وإخوانكم، فعودوا إلى أهلكم، وارجعوا إلى ثورتكم، وانبذوا هذه الفصائلية المقيتة، وأعيدوا لهذه الثورة العظيمة ألقها، وسيرتها الأولى، أحيوها من جديد "هي لله هي لله" و"مالنا غيرك يا الله" واعتصموا بحبل الله جميعا، واتخذوا من إخوانكم قيادة سياسية واعية مخلصة، تحافظ على ثوابت ثورتنا وتعمل لتحقيق أهدافها بإسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام، تجمع الجهود من أجل عمل حاسم، يقوم بضرب نظام المجرم في عقر داره، عسى الله أن يمن علينا بالنصر، وبتحقق بشرى رسولنا الكريم، ليكون عمود الدين في الشام، وتكون الشام عقر دار الإسلام ؛ فنفوز بعز الدنيا والآخرة.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
شادي العبود