press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

2442019raya

 

 

تشهد الساحة الشامية اليوم حراكاً دبلوماسياً متمثلاً بزيارة وفد روسي رفيع المستوى للرياض بحسب بيان من الخارجية الروسية، "وفي بيان لها، قالت الخارجية الروسية إن الوفد الروسي "يضم مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى التسوية السورية ألكسندر لافرينتييف، ونائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين، وكذلك ممثلين عن وزارة الدفاع".

التقى الوفد بابن سلمان وبحث معه خلال اللقاء الملف السوري وضرورة اعتماد مقررات مؤتمر جنيف لإنهائه سياسياً، "وتطرق اللقاء إلى ضمان تسوية سياسية مستدامة في سوريا على أساس قرار مجلس الأمن الدولي 2254 وتقديم ما يلزم من الدعم لجهود إعادة إعمار البلاد". (عربي 21).

ترافق ذلك مع زيارة وزير خارجية إيران جواد ظريف كلاً من دمشق وأنقرة بعد عدوله عن الاستقالة التي قدمها في شباط من العام نفسه حمل بعدها ملخص لقائه مع نظام أسد لتركيا "وقبيل لقائه بأردوغان في القصر الرئاسي بأنقرة، قال ظريف إنه سيعرض عليه تقريرا عن اجتماع مطول عقده مع الأسد". (موقع الجزيرة).

يضاف لكل ذلك تصريحات تصدر من هنا وهناك من أقطاب اتسمت بسمة المكر والكذب والخداع حول الثورة وما قدمته، وأن معاناة أهل الشام حان وقت وقفها، كل ذلك يأتي في ظل أزمة يعيشها اليوم نظام أسد، على مستوى الوقود وغلاء الأسعار وحالة من الكساد تعيشه مدنه الكبرى وفي تصاعد مستمر للدولار؛ يأتي بعد كل تصريح من التصريحات وبعد عدة تداولات عن تفعيل قانون قيصر (سيزر).

كل ذلك يثبت حقيقة هذا النظام وأنه صوري متهالك لا يقوى على أن يواجه نسمة هواء وأنه آيل للسقوط بأي لحظة، ولا يحتاج إلا إلى ضربة مركزة من مخلص مستعين بالله متوكل عليه ليكون أثرا بعد عين.

يتزامن مع كل ما ذكر استمرار تسيير للدوريات التركية، وما يرافقها من قصف للقرى والبلدات وارتكاب المجازر بحق الآمنين كلما سارت في طريق أو عبرت مكاناً. عبر عن ذلك أهل تلك المناطق عبر وسائل التواصل بلكنة تهكمية "أن مرورها يعني قصفاً ومجزرة"، وفي ترويج لدوريات مشتركة بين الضامنين الخبيثين الروسي والتركي.

تأتي كل تلك المشاهد والأحداث لتوهم أهل الشام ولتلبس عليهم أمرهم بأن خلاصهم قد اقترب وأن معاناتهم شارفت على الانتهاء، وأن الدول تسير بخطا ثابتة نحو تطبيق جنيف ومقرراته وبنوده، يسعون جاهدين لأن يظهروا تماسكهم وثباتهم وعدم تخبطهم وأن مسردبهم الذي حانت وقت ولادته سيظهر عما قريب!

يتعاملون لليوم بالعقلية ذاتها مع أهل الشام متناسين أوغير مدركين أن أهل الشام وخاصة رواد الحق وأصحاب البصيرة منهم قد وصل وعيهم مستويات عالية لم تعد تنفع معه ألاعيبهم وخططهم.

لو فرض جدلاً أن البديل قد اقترب نضوجه وأن ملف سوريا عند دول التآمر قد حان وقت إغلاقه وأن ثمرة بنائهم للعميل قد اكتملت، فتذكروا أن من سيأتي إنما هو نصب من شجرة خبيثة - شجرة العلمانية القذرة - زرع في الثورة ونما في سنواتها ونضج على دماء تضحياتها، تاجر فيها وقامر وتآمر مع أربابه ليحافظ على حصن العلمانية الأخير في دمشق.

فالبديل الذي تم العمل عليه منذ بداية الثورة بشقيه السياسي والعسكري كانت الغاية منه هي الوصول إلى هذه اللحظة. وبالتالي يحصل انتقال سياسي للثورة بدون أي ضوضاء كما يعتبرون بوصول الأصوليين للحكم وإنهاء قلعة العلمانية في دمشق كما ذُكرت في أكثر من منبر، فما هي إلا ذرية بعضها من بعض نمت وترعرعت في أحضان الكافرين كي تزرع من جديد ويستمر حكم العلمانية فترة أخرى.

وللحدث معانٍ كثيرة منها أن تضيع كل التضحيات وأن تتم خيانة دماء الشهداء وأن الأعراض لا معتصم لها ليأخذ حقها، وأن بلادا كانت ربيع الدولة الإسلامية في صدرها، وكانت ثورتها ضد الجبريين أذاناً بزوال الظلم عن رقاب المسلمين، سَتُعاد لحظيرة العلمانية والعلمانيين، ومعناه أيضاً أن تعود أفرع الظلام تمارس على الناس شتى أنواع العذاب، وأن يُغيب المخلصون بغياهبها وأن أمر الله لن يطبق، وأن خيرات المسلمين ستبقى عرضة لنهب الغربان لها، والبلاد ستبقى مرتعاً لحضارة قذرة ظلت جاثمة على صدور الناس عقودا طويلة... هذا غيض من فيض عما يمكن أن يحدث في حال بقيت الحاضنة غير مبالية وتقف موقف المتفرج من التجار والعملاء، هذا ما سيحصل إن لم تنزل الأمة لتقول كلمتها وترفع من صوتها وتكسر حواجز الصمت.

إن نظام أسد آيل للسقوط حقيقة واضحة كالشمس في رابعة النهار، ورغم وضع أقدام من حديد له لكن هذه الأقدام نالها الصدأ، فلا يحتاج هذا النظام اليوم إلا ضربة مركزة مخلصة تَحمل معها بديلاً ترفعه بعد تحقق ذلك، وهذا ما دأب على تقديمه حزب التحرير على مر سنوات الثورة بحلوها ومرها بصيفها وشتائها...

وقد أثبتت الظروف والأحداث عمق النظرة واستنارتها، فالواجب اليوم في ظل غياب المشروع الإسلامي عند كثيرٍ ممن تسوّد الثورة أن يتبنى مشروع حزب التحرير وأن يعطي قيادته للحزب فهو متبصر للطريق عالمٌ للهدف مالكٌ للمشروع.

 

بقلم: الأستاذ عبدو الدلي

جريدة الراية: https://bit.ly/2KXMCgu