press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

منير ناصر

 

لقد أنزل الله علينا كتابه وأرسل إلينا خير البرية سيدنا محمد ﷺ ليرشدنا إلى ما يرضاه منا، فجاءت أحكام الإسلام لتنظم حياة الناس كلها صغيرها وكبيرها، سواء ما كان يخص الفرد أو الجماعة، وسواء ما يخص علاقة المرء بنفسه أو علاقته بغيره أو علاقته بربه، ولم تترك الشريعة الغراء أمراً إلا وبينته.

وإن مما غفل عنه البعض هو وجود أحكام تخص الجماعة، والمقصود بالجماعة هم الفئة من الناس في بلدة أو حي أو مدينة، وهذا ما عبّر عنه الفقهاء باسم "فرض الكفاية" وهي الفروض التي لا تتأتى إقامتها إلا بجماعة، كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكتجهيز الميت ودفنه، وكتنصيب خليفة للمسلمين يحكمهم بالإسلام وغيرها.

وقد جاءت كثير من النصوص الشرعية التي اشترطت الاجتماع لتحقيق الفرض الذي أمر به الشرع، كقوله تعالى: (وَٱعۡتَصِمُوا۟ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِیعࣰا)، فالاعتصام والتمسك بحبل الله لا يتأتى من فرد بل لا بد أن يقوم به جماعة، واشترط الله سبحانه وتعالى له أن يتحقق فيه (الاجتماع) فقال "جميعا"، ومثله ورد في التوبة فقال تعالى: (.. وَتُوبُوۤا۟ إِلَى ٱللَّهِ جَمِیعًا أَیُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ..)، فبعض الذنوب لا تكفي فيها توبة الأفراد، بل لا بد من التوبة الجماعية.

فبعد أن حصل الزلزال المدمر في جنوب تركيا وشمال غرب سوريا، سارع الكثير لحث الناس على التوبة، وسرعان ما يخطر في البال التوبة الفردية، مع أن الزلزال هو تنبيه جماعي، فلا بد من توبة جماعية، وكثيرا ما يستسهل الناس ترك الواجبات، على العكس من القيام بالمحرمات، مع أنهما شيء واحد، فمثلاً إن إثم ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو كإثم القيام بالفاحشة أو التعامل بالربا علنا، وعندما نتحدث عن وجوب التوبة فهذا يتطلب الإسراع بالقيام بالفروض وترك المحرمات، سواء الفردية أو الجماعية.

وقد حذّر الإسلام من الفرقة وحث الناس على الاجتماع والتكتل، والقيام بالأعباء الجماعية، التي لا يمكن للفرد أن يستطيعها، فكان لا بد من تكاتف الجهود، واجتماع الطاقات وتوظيفها وفق أوامر الله، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَيُّمَا أَهْلِ عِرْصَةٍ بَاتَ فِيهُمُ امْرُؤٌ جَائِعٌ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ".

كما مدح رسول الله محمد ﷺ صفة العمل الجماعي المنظّم التي اتصف بها الأشعريون، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني، وأنا منهم)، متفق عليه.

كل هذا يوجب على الصادقين من أهل الشام أن يبذلوا وسعهم في جمع الجهود وتنظيمها، والقيام بالأعمال الجماعية التي تؤدي لاستعادة قرار الثورة ممن اغتصبه، واستكمال مسيرة إسقاط النظام بأيدٍ متوضئة، أيدٍ تجتمع على أمر الله، وقلوب تعلن الخضوع لشرع الله، لتكون الأمة أهلاً لأن يتنزل عليها النصر من الله، فهو القوي العزيز، وهو على كل شيء قدير.

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
منير ناصر

#العمل_الجماعي_طوق_نجاتنا