press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar290216

الخبر:


كما نرى تقارير مأساوية تأتي من سوريا عن زيادة المعاناة، نرى في المقابل تكثيفًا للمؤتمرات والاجتماعات الدولية بشأن سوريا. في أسبوع مؤتمر لندن وفي الأسبوع المقبل مؤتمر جنيف والأسبوع الذي يليه في مكان آخر. في الآونة الأخيرة، تحدث العاهل السعودي سلمان مع رئيس روسيا بوتين. والأمريكيون يدّعون بأنهم يتحدثون إلى الجميع، والكل يدعون بأنهم يحاولون إيجاد "حل" للقتال في سوريا.

التعليق:


القوى الخارجية (الولايات المتحدة، و روسيا، و بريطانيا، و فرنسا) التي تقسم المنطقة ولها تاريخ دموي من الاستعمار والتي تدعم الطغاة والمستبدين علنًا في المنطقة، هي الآن من أولئك الذين يدّعون الحرص على الشعب السوري في الوقت الذي يستمرون فيه بإشعال النار التي تحرق سوريا. الاتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا يمكن تلخيصه على النحو التالي: روسيا ترفع الأحمال الثقيلة عن طريق التدخل مباشرةً والتفجير إلى جانب الأسد، في حين إن الولايات المتحدة تساعد الأسد من خلال التحدث وعقد مؤتمرات وما شابه ذلك، وغض النظر عما يفعل الأسد في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة حشد مجموعة جديدة من أبناء سوريا، يمكن إشراكهم في التوصل إلى تسوية سياسية مفروضة ويقومون بخدمة مصالحها في سوريا. كلاهما متفقان على أن كل من يعارض مخططاتهم تجب محاربته واتهامه بالإرهاب.

حكام المسلمين في السعودية والكويت وتركيا وأماكن أخرى يعززون ويشاركون فيما يسمى "مؤتمرات لسوريا" والتي تعقد تحت الرعاية الغربية. هم يعززون في الأمة فكرة أن الحلول لسوريا لا يمكن تسليمها إلا من خلال حلول وضعت في العواصم الغربية. وقال ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز مؤخرًا أنه يؤيد التوصل إلى حل سياسي وفقا لجنيف 1، الجولة الأولية من المحادثات التي عقدت في المدينة السويسرية. في حين إن الله أمرنا بمساعدة الذين يطلبون النجدة ﴿وَإِنِ ٱسۡتَنصَرُوكُمۡ فِى ٱلدِّينِ فَعَلَيۡڪُمُ ٱلنَّصۡرُ﴾ [سورة الأنفال: 72[

الحكام يتجاهلون أمر الله. فلا يمكن لمؤتمرات الإنسانية سواء عقدت في الكويت أو لندن حل المشكلة الأساسية في سوريا اليوم. الرقم المحدد بـ9 مليار دولار لحاجة أهل سوريا يمكن تمويله من العالم الإسلامي بخفقة قلب. من واجب حكام المسلمين تلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب السوري سواء في سوريا نفسها، أو في المخيمات في الأردن وتركيا ولبنان، ولكن هذا لن يحل المشكلة الرئيسية وهي الذبح والتهجير من قبل نظام بشار الأسد.

المشكلة الرئيسية هي الحرب التي تقتل الشعب السوري بمعدل ينذر بالخطر وتتركهم بلا مأوى وعلى رأس فظائع النظام الآن تجويع الشعب. هناك حل ممكن لهذا، ولكن ليس هناك إرادة سياسية لدى حكام المنطقة. دول المنطقة وخاصة تركيا وإيران والسعودية لديها القدرة على التدخل وهزيمة الأسد ووقف التدخل الغربي. بدلاً من ذلك، لم يفعلوا شيئا سوى الاستمرار في تحقيق أهداف القوى الأجنبية في المنطقة، حتى إن بعضهم قام بمساعدة الأسد. وذلك حتى تقوم هذه الدول على الإسلام بقيادة مخلصة تعمل على أساس الإسلام لرعاية الناس، بدلاً من التصرف وفقًا لما تريد الولايات المتحدة وحلفاؤها، فهم بذلك مستمرون في إهمال واجباتهم.

الحكومات الغربية التي تدعي مساعدة الشعب السوري هي في الواقع تجعل الأمور أسوأ من خلال قصفهم وسياستهم الخارجية. إنهم هم الذين رعوا الانقلاب ومكافحة الانقلاب، هم الذين أيدوا الأسد والذين يريدون اليوم التسوية السياسية التي تكرس هيمنتهم الأيديولوجية والسياسية. تم تصميم العديد من المؤتمرات تحت رعاية غربية لاختيار نخبة جديدة تساعد على تنفيذ التسوية السياسية التي اختارها الغرب. بل إن هناك حديثًا عن دمج ما تبقى من نظام الأسد الذي خدم المصالح الغربية لفترة طويلة.

مشاركة الحكام المسلمين، ودعم وإرسال المبعوثين إلى هذه المؤتمرات بدلاً من مباشرة التدخل لهزيمة الأسد هو جريمة ضد أهلنا في سوريا. هم في المنطقة ولديهم الجيوش القادرة على هزيمة قوات بشار الأسد وتحرير الناس بسهولة. هل نحن كأمة نضغط كفاية على هؤلاء الحكام للتصرف أم أننا مشغولون بأمور الحياة كالعادة؟.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
تاجي مصطفى
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا

20 جمادى الأولى 1437هـ
2916م

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35749