press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar0207161

الخبر:


الجزيرة نت 2016/6/30 – "قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع مع دبلوماسيين روس اليوم الخميس إن تركيا اعتذرت عن إسقاط طائرة حربية روسية العام الماضي، بينما قال مسؤولون في أنقرة في وقت سابق إنهم عبروا عن أسفهم لكنهم لم يصلوا إلى حد الاعتذار.

وكان بوتين أجرى أمس محادثة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان هي الأولى بعد قطيعة استمرت شهورا إثر إسقاط سلاح الجو التركي مقاتلة روسية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ومن المقرر أن يعقد الزعيمان لقاء خلال قمة العشرين في الصين. وأعرب بوتين في المحادثة عن تعازيه للشعب التركي بعد الهجوم الذي استهدف مطار أتاتورك في إسطنبول مساء الثلاثاء الماضي، وقال "نأسف ونتعاطف مع ضحايا العملية الإرهابية".

ووصفت الرئاسة التركية المحادثة بأنها في غاية الإيجابية، وقالت إنها تناولت أهمية تطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكدة أن الرئيسين اتفقا على إعادة العلاقات إلى سابق عهدها والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وعقد اجتماع قريب بينهما".

التعليق:


لا يكاد يمر يوم إلا ويزداد المسلم فيه فهماً لمعنى "الرويبضات" في حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام، فروسيا جاءت إلى سوريا لتقتل المسلمين عرباً وتركماناً، ولا تزال قائمةً على هذه المهمة القذرة التي أوكلتها إليها أمريكا، وبدل أن يقوم الجيش التركي، وهو واحد من الجيوش الأقوى في العالم، بمقاومة الوجود الروسي، والتصدي لضرب روسيا للمسلمين، فإن الرئيس التركي أردوغان يقدم الاعتذار عن الحادثة الوحيدة التي ضرب بها الجيش التركي المقاتلة الروسية التي كانت في مهمة قصف للمسلمين. وفوق ذلك، فإن تركيا لم تسقط المقاتلة لأنها تقتل المسلمين التركمان شمال اللاذقية، وإنما كان المبرر أنها اخترقت الحدود التركية! وليس هذا فحسب، فقد كان أردوغان قد أعلن مراراً بأنه شخصياً لم يكن على علم بمسألة إسقاط المقاتلة الروسية قبل وقوعها، أي أنه لم يشترك في التخطيط لذلك.

الأمور مقلوبة بالكامل في عصر الرويبضات، فأي أمر يتوقعه السياسي المخلص، يحصل عسكه تماماً من هؤلاء الرويبضات. وقد اتصل بوتين متشفياً بعد هجوم مطار اسطنبول "ليعزي" أردوغان، ثم تظهر الأخبار أن منفذي الهجوم الثلاثة كانوا من روسيا وبلدان سوفييتية سابقة، أي أن لروسيا عليهم سلطاناً كبيراً، ولا يفكر الرئيس أردوغان بأن روسيا يحتمل أنها هي من خطط ونفذ هجوم المطار، فللمخابرات أساليب ووسائل شيطانية في دفع شباب ينقصهم الكثير من الوعي السياسي لتنفيذ هجمات ضد أبناء أمتهم، ويظنون أنهم يحسنون صنعاً!

وصار لافتاً في الفترة الأخيرة أن تركيا-أردوغان متهالكة للمصالحة مع روسيا، مع أن أبسط قراءة سياسية للأزمة بين البلدين تشير إلى أن روسيا هي المتضرر الأكبر، وأنها هي من يجب عليها أن تبحث عن مخرج، لإعادة العلاقات مع تركيا إلى سابق عهدها، أي تجاوز الحساسية، وأن يتصرف أردوغان بوصفه الذي يجب أن يكون، حاكماً مسلماً يرعى شؤون المسلمين داخلياً وخارجياً، أن يقوم بمزيد من الضغط على روسيا، عسكرياً وسياسياً، وعندها سيصبح لبلاده شأن، وستنظر إليها روسيا بعين الخشية من التورط في حرب شاملة.

بدل كل ذلك، يتهالك أردوغان، ودونما اعتبار لمصالح المسلمين، إلى مصالحة روسيا وتقديم الاعتذار لها، والنقصان من بلده وسيادتها، على أمل أن تعود عاريات روسيا إلى سوق السياحة في تركيا، ويكسب بعض الدولارات من ذلك!!

وبموازاة ذلك يقوم أردوغان أيضاً، بالتهالك على مصالحة كيان يهود، رغم قتل الأخير لعشرة من أبناء تركيا على متن سفينة مرمرة سنة 2010، وفي ذلك الحين، لم يقم أردوغان حتى بقطع العلاقات الدبلوماسية مع كيان يهود، بل اكتفى وكحال الرويبضات، بسحب السفير فقط، والإبقاء على السفارة قائمةً عاملةً رغم كل ما يفعله كيان يهود بالمسلمين، وبالمسجد الأقصى، ورغم قتله لأهل تركيا على متن السفينة، لقاء ثمن بخس، دولارات معدودة، والغريب العجيب أن يقوم زعيم حركة إسلامية كخالد مشعل بشكر أردوغان بعد تواتر الأنباء عن المصالحة التركية اليهودية!!

صدقت يا رسول الله، فهذا عصر الرويبضات، فكل تافه متكلم، ينطق بأمر عامة المسلمين، ويتهالك على تقديم التنازلات لأعداء الله الروس و اليهود، ويظن أنه يحسن صنعاً، فكل إناءٍ بما فيه ينضح، وهذا هو إناء الرويبضات؛ خدمة أعداء الله، والبعد كل البعد عن خدمة أمة محمد عليه الصلاة والسلام.

ونسأل الله أن يكون خلاصنا من هذا العصر، الذي يهتز بفعل الثورات، قريباً، آمين.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عصام البخاري

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/38137.html