press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar1212161

الخبر:


س إن إن، بي بي سي - دافع الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" في 2016/12/07 في آخر خطاب له حول السياسة الخارجية قبل انتهاء ولايته عن النهج الذي اتبعه في محاربة (الإرهاب) قائلا إنه "بدلا من إلقاء كل العبء على عاهل القوات البرية الأمريكية، وبدلا من محاولة تنفيذ غزوات على الأماكن التي يظهر فيها الإرهابيون، فقد أسسنا شبكة من الشركاء". وقال أيضا مفتخرا بسياسته الدبلوماسية بدلا من استخدام القوة: "دون إطلاق طلقة واحدة، في ثماني سنوات أوقفنا برنامج إيران النووي ومحونا برنامج سوريا المعلن للأسلحة الكيميائية وهذه نتائج للدبلوماسية".

 

التعليق:


في الوقت الذي يشاهد فيه العالم آثار الدمار والخراب الذي عم مدن العراق وسوريا بفعل الغارات الجوية لدول التحالف الدولي ضد الإسلام من جهة، وروسيا ونظام "أسد" في سوريا من جهة أخرى، وفي الوقت الذي يتواصل فيه الصمت الدولي المخزي تجاه الاستخدام المتكرر للأسلحة الكيميائية والعنقودية والفسفور الأبيض و البراميل المتفجرة ضد المدنيين في بلاد الشام، يتحدث "أوباما" عن حصيلة نجاحه في مكافحة (الإرهاب) وهو يرى مئات الآلاف من القتلى، وملايين المهجّرين داخل البلاد وخارجها، وعشرات المدن والقرى المدمّرة دون أن تتحمل قواته البرية أي عبء في القيام بهذا العمل القذر ما دام الوكلاء و العملاء موجودين ومستعدين.

تصريح "أوباما" يؤكد للعالم أن الفرق بينه وبين سلفه هو في أسلوب إدارة الحرب ضد الإسلام والمسلمين، وأن الاعتماد على العملاء والوكلاء من سوريا وإيران والمليشيات الطائفية من لبنان والعراق واليمن وأفغانستان يُغنيه عن إشراك القوات الأمريكية البرية، وأن إنشاء التحالف "الدولي" و"الإسلامي" ضد الإسلام ورفع العقوبات عن إيران، يغني الحكومة الأمريكية عن تحمل الأعباء المالية للحرب ودعم عميلها "أسد" في سوريا.

إن "أوباما" بتصريحه هذا يقدم نصيحة خفيّة للرئيس الأمريكي المقبل "ترامب" صاحب التصريحات النّارية بأنه يمكن تحقيق أهداف السياسة الأمريكية الخارجية باعتماد أساليب دبلوماسية فعالة وأقل كلفة بشريّا وماليا، وذلك عبر استخدام الدول الأخرى مثل روسيا أو العملاء في تركيا وإيران ولبنان والسعودية ومصر. أما آلاف القتلى من الأطفال والنساء وتدمير المدن والقرى وتهجير الملايين فهذه أعراض جانبية ليست ذات أهمية، فالقيم الإنسانية والأخلاقية ليس لها وجود في الحضارة الديمقراطية الغربية، والقيمة الوحيدة المعتبرة هي القيمة المادية النفعية، ومن أجل الوصول إليها تبرَّر كل الوسائل والأساليب.

هذه هي حصيلة السياسة الأمريكية بعد سنوات "أوباما" وهذه هي الحضارة الديمقراطية التي يبشر بها الغرب والتي أوصلت العالم إلى هذا المستوى من الحضيض في السياسة الدولية. وسيستمر هذا الحال ما دامت الحضارة الديمقراطية الغربية سائدة، ولن يتغير هذا الوضع إلا بعودة الإسلام إلى قيادة العالم ونشر مفاهيمه في خلافة على منهاج النبوة.


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد مقيديش
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/40959