press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar080416

المال السياسي شرٌ مستطير وإثمٌ عظيم

إن من أعظم ما مُنيت به أمة الإسلام بعد سقوط دولتها الإسلامية هو تبعية حكامها للغرب الكافر، واقتصار وظيفتهم على حراسة مصالح الغرب وتنفيذ مخططاته، وما إن أرادت الأمة الانعتاق من هذه العبودية المقيتة حتى يستخدمهم الغرب كعصا غليظة يهدد بها كل من خرج عن إراته، ومن جانب آخر يأتي الغرب بثوب الأب الرؤوف والأم الحنون، ليقدم أمواله للثائرين المبتغين التغيير وهو يريد بذلك احتواء انتفاضتهم وشراء ذمم قادات حراكهم، ليصنعهم على عينه خدَماً له كسابقيهم من الحكام، وهاهي الآن ثورة الشام قد أثخنتها الجراح والطعنات، فأما مكر العدو فواضح للعيان، وأما مكر من يدعي الصداقة فهو المكر الكُبّار، وهو الطعنة التي تكاد أن تكون القاضية، فما يٌقدمه ما يٌسمّى "أصدقاء سوريا" من مال وسلاح ومساعدات، ما هي إلا لتحقيق أهداف الغرب من احتواء الثورة وحرفها عن مسارها، وسوق القادة القابضين لهذه الأموال للتوقيع على التنازلات والانحرافات، وما نشهده من مشاركة بعض الفصائل المسلحة في مفاوضات الخزي والعار خير دليل على ذلك، إضافة لتحكُّم الداعمين بفتح وإغلاق الجبهات، وهذا يٌشكل خطراً كبيراً على الثورة التي ما خرجت إلا لنزع سلطانها من مُغتصبيه، وهي إذا ما ارتبطت بإرادة الداعمين فهي بهذا تكون قد خرجت من عبودية لأخرى، ويبقى قرارها مُغتصباً ومرهوناً بإرادة دول الغرب التي لا تبغي نصرة مظلوم ولا ردّ حقّ ضعيف، إنما مصالحها ومصالحها فقط. فإذا ما أردنا لهذه الأمة نهوضاً فلابد من الانعتاق الكامل من التبعية للغرب وأدواته والاعتصام بحبل الله وكتابه، ففيه النجاة والفلاح في الدنيا والآخرة.