press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠٣٠٥ ١٨٤٦١٢

 

الذين عاشوا في أواخر الدولة الإسلامية (الخلافة العثمانية) كانوا قد عاشوا في بقايا دولة إسلامية تطبق بقايا حكم إسلامي، لكنهم لم يكونوا منفصلين عن عقيدتهم الإسلامية، بل هي حية في نفوسهم قابلة للتجدد في كل حين، والعودة إلى مسرح الحياة السياسية من جديد كسابق عهدها، فحيث هي عبر تاريخها الطويل كانت سيدة العالم ولقرون، لكنها مرت بمراحل ضعف وانهيار كانت كفيلة بموتها واندثارها لولا أنها كانت حية.

لم يكن هذا الواقع المؤلم "سقوط الخلافة الإسلامية" بالجديد على المسلمين، لأن تاريخهم مليء بالانكسارات وبالأحداث العظام، سقوط وانتكاس، فانتصارات وفتوحات، ما لبثوا أن نهضوا من جديد.

هذا ولما استطاع الغرب الكافر القضاء على دولة الإسلام (الخلافة العثمانية) آخر معاقل المسلمين، لم يكتفِ بذلك، بل لجأ إلى الفصل بين الأجيال فيما قبل سقوط الخلافة وما بعدها، لأنه أدرك أن قوة المسلمين الحقيقية ليست بكيانهم التنفيذي (دولتهم) فحسب، بل السر أيضا فيما تحمله نفوسهم من عقيدة حية قادرة على دفعهم للعودة والنهوض مرة أخرى.

فبعد سقوط الخلافة والفصل بين الجيل السابق واللاحق كان قد قام المستعمر بأن قسم العالم الإسلامي إلى مقاطعات سماها دول، وجعل لكل منها علما ونشيدا وطنيا وتاريخا يعود بهم إلى ماقبل الإسلام، موظفا عليهم من أبناء جلدتهم من يقوم بالنيابة عنه وتحت إشرافه، حكاما وضعوا لهم مناهج تعليم ومفكرين وفنانين وعلماء سلطان وسياسيين وترسانة من المنتفعين، ليخرج علينا أجيالا لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه، حتى وصل بهم الحال كما في قوله تعالى: (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ).

حتى بات المسلم المُطّلع على أحوال دينه ويسعى لنهضة أمته بالشكل الذي حدد معالمه الوحي خلافة على منهاج النبوة، بات هذا المسلم يعيش غريبا بين أهله، يلاقي ما لاقاه أهل الإصلاح في تاريخ الأمم من الأنبياء والصالحين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء".

ولكن آماني الكافرين في القضاء على عقيدة الإسلام في نفوس أبنائه خابت وخسرت و أموالهم التي أنفقوها أصبحت عليهم حسرة وسيرون حقيقة ذلك بعد حين فقد استفاقت الأمة من غفوتها واهتدت إلى سبيل عزها ومنعتها، ومن أبنائها فئة تسعى كي تقام دولة الإسلام من جديد خلافة على منهاج النبوة.
لقد مضى مئة عام على سقوطها وقد آن أوانها فاعملوا مع العاملين لها ففي ذلك خلاصنا وعزنا وكيد أعدائنا.

 

 


======
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
فارس حج عمر