publications-hizb-ut-tahrir-syria

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

syw010315

pdf

 في 2015/2/28م زار دي ميستورا دمشق للمرة الرابعة منذ تعيينه في أواخر أيلول/سبتمبر في مهمته عارضاً آخر ما توصل إليه مع مجرم العصر بشار من تطبيق مبادرته فقط في حيين من أحيائها؛ ولكن اللافت كان رفض الائتلاف لها لأنها ليست خطة موسعة. إذ خرج الخوجة رئيس الائتلاف ليعلن بمنتهى الوقاحة أن موقف الائتلاف تجاه مبادرة دي ميستورا يتلخص بإصراره على أن يشمل تجميد القتال في مناطق سورية عدة بالإضافة إلى مدينة حلب. وبهذا الموقف يكون الائتلاف قد ذهب على طريقته إلى ما ذهب إليه دي ميستورا من أن الأسد جزء من الحل؛ لأن هذه الخطة ترمي في النهاية إلى إطلاق عملية المفاوضات بين المعارضة ونظام المجرم بشار للوصول إلى حل سياسي. ومعلوم أن النظام يغدر ولا يحفظ عهداً، وما المبادرة إلا لاستدراج الثوار للاعتراف بالنظام وإعادة الشرعية إليه تماماً كما تم في جنيف (2,1).

إن موقف الائتلاف هذا هو موقف تضليلي يدعي فيه الحرص على سائر المناطق المنكوبة فقط ليضمن تأييد الحاضنة الشعبية له، وليؤكد زعامة الائتلاف للمعارضة، ومن أجل قيادة الجميع إلى الحل الأمريكي... إن الائتلاف بهذا الموقف يكون قد قبِل خطة أمريكا في مؤتمر (جنيف1)، وقبِل خطة أمريكا التي جاءت بها خطة دي ميستورا، وبهذا يكون قد أثبت أنه صناعة وبضاعة أمريكية. وهو يتخفى في قبول مبادرة دي ميستورا وراء شروط دعائية أكثر مما هي حقيقية.

أما بالنسبة لهذه المبادرة، فإنه لا بد من التذكير بأن هناك معلومات أن أفكار هذه المبادرة أعدتها مراكز أبحاث أمريكية، ومن ثم تبنت الإدارة الأمريكية منها ما ترى أنه يحقق مصلحتها، ومن ثم عين دي ميستورا ليسوِّق لها تحت ستار أنها مبادرة أممية. فـ دي ميستورا هذا رجل مهمات أمريكية كسابقَيه (كوفي عنان والإبراهيمي) وقد عيّنه في هذه المهمة وكيل الأمين العام بان كي مون للشؤون السياسية جيفري فيلتمان الذي كان مساعد وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لشؤون الشرق الأدنى قبل أن يكون في هذا المركز في الأمم المتحدة. وهذه ليست مهمة دي ميستورا الأولى في خدمة المصالح الأمريكية، فقد ترأس بعثة الأمم المتحدة إلى أفغانستان بين عامي 2010م و2011م، وفي العراق بين عامي 2007م و2009م، وشغل منصب الممثل الشخصي للأمين العام في جنوب لبنان بين عامي 2001م و2004م. وهو كمبعوث دولي لا يختلف عن غيره من المبعوثين الدوليين الذين خدموا ويخدمون السياسة الأمريكية في المنطقة كجمال بن عمر صاحب الدور المشبوه اليوم في اليمن وبرناردينو ليون في ليبيا... بل هو أظهرُ وقاحة منهم.

ومن خطورة هذه المبادرة أنها تسعى إلى تفكيك المعارضة المسلحة وإيجاد هدن مع بعضها للتفرغ للبعض الآخر؛ حيث إن النظام السوري بات يعاني من نقص في المقاتلين بعد تكبده هو ومن معه من المليشيات المقاتلة الخسائر الفادحة في الرجال، وما يقوم به النظام من عملية استدعاء الاحتياط بالقوة وبالخطف أوضح دليل على حاجته للرجال، ويريد دي ميستورا إنقاذه من هذا المأزق... كذلك فإن المجرم بشار يحتفظ لحمايته من السقوط بتأمين العاصمة بمخزون من الجنود لا يزجهم في القتال إلا عند الضرورة، بل يبقيهم للدفاع عنه؛ إذ هم بمثابة الطلقة الأخيرة بيده، وإذا وصل إلى تلك الحال فمن المخطط له أن يهرب بشار إلى منطقته. وخطة ميستورا تنقذه كذلك من هذا المصير... ومن خطورة هذه المبادرة كذلك أنها تجعل مقررات مؤتمر جنيف (الأمريكية الصنع) أساساً لها، وهي تمهد السبيل لتطبيق هذه المقررات. وبما أن هذه المبادرة تحتاج إلى الوقت لإنضاج طبختها، وهي مرتبطة بإنهاء تدريب المخابرات الأمريكية للمقاتلين سواء في تركيا أو السعودية؛ لذلك ستعمل أمريكا خلال هذه الفترة على إشغال الفصائل ببعضها فتوجد منها فريقين متقاتلين أو فرقاء متقاتلين، وذلك إلى أن تصنع البديل الذي يملأ الفراغ بعد بشار... فهي لا تريد إسقاط بشار إلا بعد أن تجد البديل الذي يقوم بدور بشار، وإلى أن تجد... فإن أمريكا تعمل على شق صفوف الفصائل ليتقاتلوا فيما بينهم وتصبح الأولوية لديهم أن "ينتصر" فصيل على آخر بدل إسقاط نظام بشار... وبهذا تسعى هذه المبادرة إلى خدمة المشروع الأمريكي عن طريق شق صف الفصائل وتحويل بوصلة ثورة الناس من عملية إسقاط بشار ونظامه إلى الاقتتال فيما بينهم...

أيها المسلمون في سوريا الشام: هذا هو دأب المبعوثين الدوليين، إنهم أصحاب مهمات مشبوهة، وهؤلاء هم رأس كل تحرك أممي لخدمة أمريكا من الصحراء المغربية إلى اليمن إلى ليبيا إلى العراق وأفغانستان وسوريا... وهؤلاء يجب معاداتهم لأنهم أعداء مقنَّعون، ورفض مهماتهم، واعتبار من يتعامل معهم عميلاً لهم وعدواً للإسلام وخائناً لأمته. وهؤلاء يجب عدم السماح لهم بإكمال مهمتهم، بل يجب رفع الصوت برفضهم والإعلان الصريح أن أمريكا عدو مبين للإسلام، وبالتالي يجب اتخاذها عدواً وفضحها وفضح عملائها على رؤوس الأشهاد. فلا تكونوا جسر عبور للمشروع الأمريكي ولا تسمحوا لهذا الائتلاف، الذي تم رفضه من قَبل من قِبل الثائرين وخاصة في حلب، عندما اجتمع ما يقارب الـ 24 فصيلاً بتاريخ 2012/11/18م ليعلنوا رفضهم له ووصفوه بـ "المشروع التآمري" لا تسمحوا له أن يمرِّر عليكم مشروع أمريكا التآمري وأن يعبث بثورتكم ويصادر تضحياتكم، ويستخف بصيحات الثائرين في حلب وسائر المناطق التي ملأت الدنيا برفضها لهذه الخطة، واعتبار كل من يشارك فيها خائناً لله ولرسوله وللمؤمنين، وكونوا ثابتين على ما خرجتم من أجله ألا وهو إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه، وإقامة حكم الإسلام بديلاً عنه، وإنكم قادرون بإذن الله على إفشاله وإفشال من يحاولون التسويق له متجاوزين بذلك آلامكم ومعاناتكم، وذلك بثباتكم وحسن توكلكم على الله سبحانه وتعالى وتوحدكم على ما يرضيه، ونبذ كل ما يسيء لثورتكم من اقتتال ومال سياسي قذر، فاعقدوا العزم على أن تكونوا جنداً لله، تسعون لمرضاته بإقامة الدين عن طريق إقامة الخلافة الراشدة تبتغون فيها العزة من الله وحده، ولله وحده.

قال تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ﴾.


10 من جمادى الأولى 1436
الموافق 2015/03/01م

حزب التحرير
ولاية سوريا