publications-media-office-syria

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

symoe080514

pdf

لم تكتفِ دول الاتحاد الأوربي بمساعدة الطاغية بشار وأعوانه تماشياً مع السياسة الأمريكية، بل بدأت دول الاتحاد بمضايقة الجاليات الإسلامية في فرنسا وبريطانيا... حتى إن النمسا تعلن في 4/5/2014 أنها تريد إصدار قانون يخوِّلها سحب الجنسية النمساوية من السوريين النمساويين الذين يؤيدون الثورة في سوريا...

لقد نسيَ الساسة الأوروبيون مواقف الدولة الإسلامية العثمانية مع مسيحيي أوروبا الذين عاشوا بأمان في ظل الدولة الإسلامية، والحقوق التي أعطاهم إياها الخلفاء والسلاطين، وليس أقوى مثالاً عليها من السلطان العظيم محمد الفاتح الذي احترم غير المسلمين في إستانبول بعد فتحها، وحماهم، وأقام لهم محاكمهم الدينية الخاصة، وعيَّن قسِّيسين وقضاة من دينهم ودفع لهم رواتبهم. لقد عاش غير المسلمين في ظل دولة الخلافة الإسلامية بأمان وسلام رغم أنهم لم يؤمنوا بالعقيدة الإسلامية، ولم يجبروا عليها. بينما تريد أوروبا من المسلمين الإذعان لديمقراطيتها التي تفصل الدين عن الحياة، وتضغط عليهم للموافقة على الرأسمالية وقيمها الفاحشة من أمثال الزواج المثلي أو الزنى وغيره من الجرائم الكبرى في الإسلام.

إنه من الطبيعي أن تهوي الحضارة الرأسمالية بهذا الشكل بعدما فشلت في إسعاد الناس، وفي حل مشاكلهم، وفي منع النزاعات الدولية، فقد جرَّت على البشرية الويلات في حروب مدمرة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً حصدت أرواح الملايين من الأبرياء، ووقفت مع أنظمة البغي ضد شعوبهم الثائرة على ظلمهم في كل من تونس وليبيا واليمن. وها هي الآن تقف إلى جانب مجرم العصر بشار فتشارك في منع دخول السلاح إلى المسلمين الثائرين، وتسكت عن شحنات الأسلحة الهائلة التي تعطيها روسيا والصين وإيران لبشار، ولا تجرِّم إيران في قتلها للمدنيين في سوريا، بينما تجرم من يمد يده لمساعدة المظلومين، وتصدر قوانين في محاصرة كل من يؤيد الثورة، بإصدار قانون سحب الجنسيات هذا. وصدق قول الله تعالى في أمثالهم: ((وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)). وحيث إن هذا الأمر متعلق بمحاربة الإسلام فلم تختلف مواقف أحزاب المعارضة الأوربية عن موقف حكوماتهم، فكلهم في كيدهم للإسلام والمسلمين سواء.

أيها المسلمون، يا أبناء ثورة الشام في الاتحاد الأوروبي: لم يترك ساسة أوروبا تجاهكم أي مجال لإحسان الظن بهم، فها هم يضجُّون في وجه الاشتباكات في أوكرانيا وفي دولة جنوب السودان، بينما يدعمون القاتل بشار في سوريا حيث يسقط يومياً في سوريا عشرات ومئات الشهداء من الرجال والنساء والأطفال، وهم ينظرون... إننا من هنا، من سوريا، نخاطب الذين نصبوا أنفسهم ممثلين للجاليات المسلمة في أوروبا أن يتقوا الله ويقفوا مع الحق، ويعلنوا رفضهم لهذه القرارات التي هدفها تفتيت المسلمين وتشتيتهم في أوروبا والإجهاز عليهم في سوريا، ويقفوا مع الجاليات المسلمة ويرفضوا سياسات أوروبا ضد أهل سوريا وضد السوريين الأوروبيين أو المقيمين في أوروبا. وليعلموا أنهم قوة إن هم أطاعوا الله وأخلصوا له سبحانه، وأن القوي العزيز سينجيهم من القوم الظالمين كما نجَّى موسى ومن معه من فرعون وجنوده. قال تعالى: (﴿وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ﴾) (﴿إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾).

9 رجب 1435هـ
الموافق 8/5/2014م

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
المهندس هشام البابا