publications-others

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

turkeyht01012013

pdf

في البرنامج الذي حضره رئيس الوزراء إردوغان في 28.12.2012 يوم الجمعة وحول سؤال يتعلق بالملف السوري أعرب عن أن سوريا تتهيأ لفترة ما بعد بشار الأسد وأن كل التحركات تصب في هذا الاتجاه قائلا: "لكي تقوم الآن في سوريا حكومة جديدة فورا وبمجرد سقوط بشار دون أن يحدث أي فراغ في البلد مهما يكن نوعه، فإنه يتوجب على اللاعبين الأساسيين هناك أن يتهيأوا لهذه الفترة الانتقالية ويأخذوا دورهم. وهذا الائتلاف وُجد لهذا الغرض." لقد أثبت رئيس الوزراء إردوغان من خلال أقواله هذه بكل وضوح أنه لا يقف بجانب الشعب السوري بل يقف بجانب المخططات القذرة للولايات المتحدة الأمريكية والغرب. ذلك أن الدول الغربية دخلت في مرحلة البحث عن البديل بسبب قلقها المتزايد بشأن القضية السورية. فعندما لم يعط المجلس الوطني السوري النتيجة المطلوبة والذي به بدأت هذه المرحلة تم على إثره إنشاء الائتلاف حيث أُعترف به كممثل شرعي للشعب السوري من قبل الدول الأوروبية وأمريكا. فرئيس الوزراء يعمل على تسويق هذا الائتلاف الذي تريد أن تفرضه الدول الغربية وعملاؤها على الشعب السوري من خلال اللاجئين المقيمين في تركيا. حيث ألقى رئيس الوزراء خطابا على الشعب في مدينة شانلي أورفا بتاريخ 30.12.2012 يوم الأحد وبجانبه رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب جاء فيه: "إخوتي: لقد تم الاعتراف من قبل أكثر من 100 دولة بقيادة أخينا (معاذ الخطيب) وفريق عمله. ماذا يعني هذا الأمر؟ إنه يعني "يا بشار الأسد نحن لم نعد نعترف بك ولا نريدك فارحل."

تُرى لماذا يشعر رئيس الوزراء بضرورة القيام بمثل هذه الدعاية؟ لأنه يعلم كما يعلم الجميع أن الشعب السوري يرفض هذا الائتلاف ولا يعترف به كممثل شرعي عنه، بل إنه يعتبره دُمية وصنيعة أمريكية. لهذا السبب فإن اعتراف أكثر من مائة دولة بهذا الائتلاف على الطاولة لا يعني أن الشعب أيضا يعترف به وأنه اكتسب مشروعية! فكما أن (إسرائيل) التي اعترفت بها كل دول العالم تقريبا فإن هذا الاعتراف لا يجعلها كيانا مشروعا كما لا يضفي عليها أي مشروعية.

فإذا كان هذا الائتلاف من صنع الدول الغربية والشعب السوري يرفضه فما هو الحل إذن؟ إن الحل الذي قدموه هو نموذج الاستغلال البشع الذي يعكس عقلية الغرب المقززة. إن الجوع والفقر وقلة الحيلة التي يكابدها الشعب بسبب القصف الذي يمارسه بشار حتى ضد الناس الذين يصطفون في طابور الخبز ويجلب لهم الخراب ويفتح الباب أمام الغرب ليستغل مشاعر الناس، في هذا الوقت يتم في كل أنحاء تركيا البدء بحملة جمع المساعدات من أجل سوريا تحت عنوان "رغيف خبز وبطانية". إن مجيء هذه الحملة في جمع التبرعات من أجل سوريا بعد عملية قصف أفران الخبز في سوريا أمر ملفت للنظر، فهذه الحملة تأتي بمثابة استغلال الفرصة لكي يلقى الائتلاف القبول عند عامة الشعب. لهذا السبب فإنه يُنظر من الآن إلى حملة التبرعات نظرة الشك والريبة. فإثارة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية موضوع الأزمة السورية لأول مرة في هذا الأسبوع وعلى المنابر وهي التي التزمت الصمت المطبق حيال المجازر الوحشية التي مورست في سوريا خلال الـ (20) شهرا المنصرمة لهو دليل دامغ على انعدام الإحساس تجاه المسلمين.

لاشك أن إعطاء رغيف خبز وبطانية -جمع التبرعات- للشعب السوري هو ما يجب أن يقوم به كل مسلم لديه ذرة من العاطفة والوجدان. إلا أن فضح كل من يعمل على استغلال مشاعر الأخوة وتقاسم المال بين المسلمين لمآرب ومخططات سياسية قذرة هو أمر لا يقل في أهميته وضرورته عن حملة التبرعات هذه. لأن الغرض من ذلك هو ترك الناس الذين يقاومون من أجل الإسلام للجوع أو إجبار الشعب السوري على القبول بالائتلاف من خلال استغلال هذه الحملة.

علاوة على ذلك فإن قول رئيس الوزراء للظالم بشار "ارحل" أثناء كلمته هو أمر مثير للاستغراب، إذ على الرغم من قول الشعب السوري منذ بداية الثورة "ارحل" لهذا المجرم الذي أهلك الحرث والنسل منذ عشرين شهرا، إلا أن رئيس الوزراء كان في حينها يرسل رجاله إلى سوريا لتقديم النصيحة إلى بشار مع إضاعة الوقت. ثم ما لبث أن قام وبالتعاون مع الأمم المتحدة بكسب الوقت في إعطاء المهل لكي يقوم بشار بسفك دماء المسلمين أكثر. وعندما أعطت أمريكا الضوء الأخضر لنهاية بشار الأسد قام إردوغان وبشكل متوازٍ بتغيير لهجته. وكما يعلم الجميع فقد قام رئيس الوزراء من قبل بتغيير لهجته حول موضوع تدخل حلف الأطلسي في الوضع الليبي، حيث ظهر للعيان في حينها عدم مقدوره مستقلاً عن أمريكا على اتخاذ القرارات اللازمة بخصوص السياسة الخارجية.

إن رئيس الوزراء نفسه الذي يمارس التضليل يخاطب الناس في شانلي أورفا: "لا تنسوا فإننا نرى الأمر بكل وضوح، فإن نصر الله قريب، كما لا تنسوا فإنكم عانيتم كثيرا، فإن كل ولادة جديدة يسبقها مخاض، فسوريا اليوم تستعد لهذا المولود الجديد." إلا أن هذا المولود الجديد لن يكون كما يظن رئيس الوزراء بأنه سوريا الديمقراطية لما بعد بشار الأسد بل هو الخلافة بإذن الله التي ينادي بها الشعب في الشوارع كل يوم، كما أن مسلمي سوريا لن يسمحوا للكفار وأعوانهم ممن يعرقلون ولادة هذا المولود الجديد أن يجهضوه.

18 من صـفر 1434
الموافق 2013/01/01م

حزب التحرير
ولاية تركيا