في 15 من كانون الأول/ ديسمبر 2015، أعلنت السعودية عن تشكيل تحالف عسكري من 34 بلدًا إسلاميًا لمكافحة "الإرهاب"، وقد نص بيان الإعلان على أن "البلدان المذكورة هنا قد قررت تشكيل تحالف عسكري بقيادة السعودية لمكافحة الإرهاب، مع تشكيل مركز عمليات مشترك مقرّه الرياض لتنسيق العمليات العسكرية ودعمها"، وأكبر قوة في هذا التحالف الجديد هي القوات الباكستانية والمصرية، أكثر القوات قدرة في العالم الإسلامي. وفي اليوم التالي، وبعد بعض التردد، أكّدت الحكومة الباكستانية مشاركتها في التحالف العسكري بقيادة السعودية لمكافحة "الإرهاب"، وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الباكستانية إن " باكستان تنتظر مزيدًا من التفاصيل لتحديد مدى مشاركتها في الأنشطة المختلفة في التحالف".
بعد فشل أمريكا في قمع رغبة المسلمين في سوريا والعالم الإسلامي ومطالبتهم بالإسلام والخلافة الراشدة على منهاج النبوة، قررت تشكيل تحالف عسكري من حكام المسلمين الخونة، تحت قيادة من يُسمى بـ"خادم الحرمين الشريفين"، فهي تعرف أنها إذا تدخلت لمنع إقامة الخلافة الراشدة في سوريا أو في أي مكان آخر، فإن معارضتها تلك ستؤكد للمسلمين أن الخلافة الراشدة هي خير لهم. في السنوات الخمس عشرة الماضية، فشل التدخل العسكري الأمريكي والتحالف الصليبي ضد أفغانستان و العراق في هزيمتهما، وكذلك المؤتمرات السياسية التي استضافتها العواصم الغربية فشلت في خداع المسلمين، فلم يبقَ أمام أمريكا الآن سوى لعب ورقتها الأخيرة، وهي حكام البلاد الإسلامية، الذين يتنكرون باللباس الإسلامي لخداع الناس؛ وذلك من أجل صياغة تحالف سياسي وعسكري يبدّد مخاوفها من عودة الخلافة على منهاج النبوة.
ومع ذلك، فقد فات الأوان لأمريكا، فالمسلمون لا يمكن أن يُضلَّلوا عن مشروع الخلافة على منهاج النبوة وهي على وشك أن تقوم قريبًا بإذن الله.
عندما قام الغرب بقيادة أمريكا بحملة ضد نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ، لم يستيقظ حكام المسلمين من سباتهم لتعبئة الجيوش للانتقام لنبي الرحمة، وعندما ولغت أيدي الطفل المدلل لأمريكا (كيان يهود) بدماء المسلمين في فلسطين وانتُهكت حرمة المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، كبّل الحكام الجيوش بالسلاسل في ثكناتهم، وعندما ذبح الهندوس عبدةُ البقر المسلمين، وانتهكوا حرمات النساء المسلمات العفيفات، لم يحشد الحكام الجيوش، وعندما قتل المشركون البوذيون في ميانمار الآلاف من المسلمين الروهينجا، وحرقوا جثثهم، فإن الحكام لم يحشدوا الجيوش، وعندما أُحرق المسلمون في جمهورية أفريقيا الوسطى وهم على قيد الحياة وطُردوا من أراضيهم، فإن الحكام لم يحشدوا الجيوش، وعندما غزت أمريكا وحلفها الصليبي الغربي أفغانستان والعراق، وأراقتا الدماء فيهما أنهارًا، لم يحشد الحكام الجيوشَ للدفاع عن المسلمين، بل ساعدوا الصليبيين بكل قدرتهم، وقبلة المسلمين الأولى، الأقصى الشريف، تحت حراب احتلال يهود منذ أكثر من خمسة عقود، ومع ذلك لم يفكر الحكام أبدًا في حشد الجيوش لتحريره، على الرغم من أن جيوش المسلمين تفوق قواتها قوات يهود من حيث العدد والعدة والشجاعة. بدلًا من حشد الجيوش للدفاع عن المسلمين، فإن هؤلاء الحكام الخونة يعلنون الولاء للكفار من أعداء المسلمين اللدودين، فلم يحركوا أبدًا ساكنًا للدفاع عن المسلمين وعن حرماتهم، ولكنهم يلبّون أوامر أمريكا ويطيعونها على الفور! بالتأكيد إن أمريكا والحكام المسلمين الخونة وغيرهم لن يتمكنوا من منع عودة الخلافة على منهاج النبوة، وعلاوة على ذلك، فإن جهودهم اليائسة تؤكد أن أعداء الله سبحانه وتعالى ورسوله ﷺ قد خلت جعبتهم من المؤامرات ضد عودة الإسلام، وهو ما يؤكد على أن إقامة الخلافة على منهاج النبوة باتت وشيكة.
أيها الضباط المخلصون في القوات المسلحة الباكستانية! هل تحتاجون إلى مزيد من الأمور لإقناعكم بمدى عمق خيانة عملاء الأمريكان في القيادة السياسية والعسكرية الباكستانية؟! إن هؤلاء عندما يُطلب منهم حماية مصالح الإسلام والمسلمين، تعلو أصوات بكائهم ونحيبهم بشأن ضعفهم و"قدسية" الحدود الدولية للدول القائمة في العالم الإسلامي، أما عندما تأمرهم ربتهم وسيدتهم أمريكا فإنهم لا يشْكون ضعفًا ولا سيادة الحدود التي نُحتت بأيدي المستعمرين الذين قسّموا المسلمين وأضعفوهم. إن موعد عودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة قد دنا بإذن الله؛ لذلك يجب عليكم التعبئة للدفاع عن أمتكم، باقتلاع الخونة في القيادة السياسية والعسكرية، وإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة، فاغتنموا هذه الفرصة للحصول على مثل ثواب الأنصار رضي الله عنهم. واعلموا أن العالم بأكمله لا يمكنه منع عودة الإسلام في ظل الخلافة على منهاج النبوة، فهذا وعد الله سبحانه وتعالى وبشرى رسوله ﷺ ، حيث قال «...ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ...» رواه أحمد.
إنه لا يجوز لكم سفك دمائكم الطاهرة في قتال ضد الإسلام والمسلمين، طاعةً للحكام الخونة المُنصّبين على أعناقكم، في محاولة لمنع عودة الخلافة على منهاج النبوة وقد آن أوانها. فلا تطيعوا هؤلاء الخونة؛ لأنه لا أحد يستطيع تخليصكم من ذل الدنيا والعذاب الشديد في الآخرة، ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ﴾.
يا أحفاد خالد بن الوليد، وصلاح الدين، ومحمد بن القاسم! لقد أصبح العالم منقسمًا بوضوح إلى فسطاطين، وقد حان الوقت لاتخاذ القرار؛ فسطاط بقيادة أمريكا الصليبية تضع كل جهد في متناول أيديها لمنع عودة الإسلام في ظل دولة الخلافة على منهاج النبوة، على الرغم من أن فشلها مضمون، وفسطاط يعمل لاستئناف الحياة الإسلامية في ظل دولة الخلافة على منهاج النبوة، وعمله بإذن الله مبارك ونجاحه مضمون، وبالتالي فإنه من الحكمة وضع جهودكم معهم ليتحقق وعد الله سبحانه وتعالى وبشرى رسوله ﷺ على أيديكم، فتنالوا عز الدنيا ونعيم الآخرة.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾
التاريخ الهجري 06 02 1437هـ
التاريخ الميلادي الخميس, 17 كانون الأول (ديسمبر) 2015م
رقم الإصدار: PR15092
شاهزاد شيخ
نائب الناطق الرسمي لحزب التحرير
في ولاية باكستان