الخبر:
أعلن تنظيم جيش الإسلام مساء الاثنين أنه سيتوجه إلى الرياض هذا الأسبوع للمشاركة في اجتماع غير مسبوق للمعارضة السورية، فيكون هكذا أول تنظيم من المعارضة يؤكد مشاركته في هذا الاجتماع.
وفي بيان أرسل بالبريد الإلكتروني، قال إسلام علوش المتحدث باسم جيش الإسلام أن التنظيم سيرسل وفدا مؤلفا من عضوين في المكتب السياسي إلى العاصمة السعودية هما محمد علوش ومحمد بيرقدار للمشاركة في الاجتماع الذي سيبدأ الأربعاء.
التعليق:
لقد تم تصنيف جيش الإسلام بقيادة زهران علوش من ضمن الفصائل المسلحة غير الإرهابية، والذي يُعتبر من أهم التنظيمات المسلحة بالقرب من دمشق في الغوطة الشرقية. وقد جاءت دعوة هذا الفصيل للمشاركة باجتماع الرياض في سياق دفع السعودية لتوحيد صفوف المعارضة (السياسيون والعسكريون) قبل الأول من كانون الثاني وفق أجندة الحل السياسي المزمع تنفيذه بعد اتفاق فيينا.
لقد أثار جيش الإسلام في بدايات الثورة السورية المباركة الكثير من التساؤلات ولا سيما بعد تغيير الخطاب العسكري لقائده زهران علوش إلى خطاب سياسي، فبعد أن كان يضع الديمقراطية تحت أقدامه أصبح لا يمانع بتطبيق أي نظام يختاره الشعب. كما أثار أيضا ركود جبهته العسكرية في الغوطة المحاصرة والتي يتخذ منها إمارة له مقابل اشتعال باقي الجبهات السورية من الشمال إلى الجنوب الكثير من الأخذ والرد وذلك من خلال المنحى الجديد الذي ظهر في تصريحاته وأبرزها أن مقاتلة تنظيم الدولة بالنسبة لجيش الإسلام تعتبر أولوية متقدمة على مقاتلة النظام.
إن الغرب لن يقبل بمشاركة أي فصيل يرفع لواء الحق وراية الإسلام، وهذا ما صرح به أيضاً إسلام علوش المتحدث باسم جيش الإسلام أنه مستعد أن يتخلى عن الراية السوداء ويتبنى علم الثورة الذي وضعته دول الاستعمار عند تقسيم البلاد الإسلامية إلى دويلات هزيلة لتحقيق مصالحها الاستعمارية.
لقد حاربت الدول الغربية ثورة الشام بكل ما أوتيت من قوة عسكرية وحنكة سياسية لا لشيء إلا لأنها ثورة تميزت عما سبقتها من ثورات في البلاد الإسلامية بأنها لله ورُفعت فيها راية الإسلام راية رسول الله ﷺ. لقد اجتمعت بوارج الدول الكافرة وترسانتها العسكرية حول الثورة المباركة لإجهاضها دون اعتبار لأي قيم إنسانية في التعامل مع المدنيين، فكل أهل سوريا وضعوا بالخندق نفسه وهو محاربة الإسلام وأهله.
لذلك فإن أي مبرر ستقدمه الفصائل المسلحة لمشاركتها في اجتماع الرياض لن يكون مقبولا عند أهل سوريا الذين ضحوا بالغالي والنفيس بل ولن يتوانوا عن تقديم المزيد في سبيل عدم الرضوخ والإذلال لأي مسعى غربي، فقبولك يا زهران علوش بالمشاركة يعتبر خيانة كبرى للثورة السورية التي قدمت الدماء الزكية، وذلك لأنها مشاركة في ترسيخ الهيمنة الغربية على كافة البلاد الإسلامية التي لا بد من انعتاقها من هذه الهيمنة عبر رفض أي حل سياسي غربي وعبر كشف مخططاتهم التي يمررونها من خلال حكامنا الرويبضات.
قال سبحانه وتعالى ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ فالله سبحانه وتعالى أمرنا بالوحدة ونهانا عن التفرقة، فلا تعينوا أيتها الفصائل أعداء الأمة على تفرقتكم واعملوا على توحيد صفوفكم واجتماعكم على حبل الله ألا وهو القرآن الكريم لقول رسول الله ﷺ: «كتاب الله، هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض».
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى
29 من صـفر 1437
الموافق 2015/12/10م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_53921