أحداث في الميزان: الجبهة الجنوبية بين واجب النصرة ورسالة أمريكا
الحدث:
تداول نشطاء في الأيام الماضية رسالة من السفارة الأمريكية بعمان إلى فصائل الجيش الحر في المنطقة الجنوبية، دعوهم فيها لاحترام تخفيف التوتر في المنطقة، لمنع تذرع النظام بالتصعيد العسكري بالمنطقة.
وبحسب النشطاء، فإن السفارة أكدت على وجوب ” احترام قرار خفض التصعيد كي لا يعطى أي مبرر لنظام الأسد للتمدد لأراضي حوران والقنيطرة ويقتل الشعب السوري مجددا”. وأضافت “نحن نتعهد أن نعمل ما بوسعنا للضغط على النظام لوقف عملياته الإجرامية بحق المدنيين السوريين، ونعمل أن تنتهي هذه المأساة بأسرع وقت”.
الميزان:
لو تجاوزنا زماننا بما فيه من رسائل وتصريحات وإغراءات وتهديدات، وأخذنا نتصور الوقوف بين يدي الله عز وجل يوم القيامة، وكلنا واقف عما قريب مسؤولون عن أعمالنا صغيرها قبل كبيرها، فما التبرير المنقذ من عذاب الله، وما التبرير الصادق يوم لا يكون للكذب اعتبار، ولا للمصلحة الدنيوية قيمة، سؤال نوجهه بشكل خاص إلى قادة الفصائل الجبهة الجنوبية، أبناء مهد الثورة حوران.
لا أظن عاقلا سيقول : إننا يا رب قد نصرنا أهلنا في الغوطة بأن فوضنا أمرهم للسفارة الأمريكية فهي القادرة على إيقاف قاتلهم الوكيل، ولا أظن عاقلا سيقول بأننا التزمنا خفض التصعيد لأنه بوابة الحل المسمى بالسياسي ولو كلف آلافا من جماجم أهل الغوطة تسحقها الدول الراعية والضامنة إضافة إلى الشريك في الحل نظام الطاغية!.
ليس يخفى على مبصر أن معركتنا هي مع عميل أمريكا، وليس يخفى على مبصر أن الدول التي اصطف جنودها وآلياتها في صف قتلة أهلنا هي مدفوعة من قبل أمريكا، وليس يخفى على مبصر أن خيوط الدول الصديقة التي امتدت بذريعة الدعم كانت بمثابة حبال المشانق التي أعدمت الثورة في نفوس القادة، وجعلتهم أحجار شطرنج تمسك بهم أمريكا وأعوانها، و تحركهم كيفما تشاء، شأنهم شأن عميلها بشار وأزلامه.
والعجب أن يكون ما سبق معلوما عند شباب الفصائل، ملموسا من عامة الناس، ثم هم صامتون يشهدون المنكر ولا ينكرونه، ويحسون بالتقصير والتخاذل ولا يدفعهم ذلك لغسل العار عن فصائلهم اليوم قبل غد، و تجنب الخزي يوم يقوم الأشهاد.
إن الفصائل قادرة على تحريك الجبهات الساكنة، وإشعال الخطوط التي صارت باردة، حيث ضاق الخناق، وأصبح التحرك لنصرة إخواننا في الغوطة واجبا، ولم يعد الأمر يقبل التريث والانتظار. بل لا بد من نصرة إخوتنا بالأفعال وفتح المعارك الحقيقية نحو دمشق، وخاصة من بوابة الفتح ومهد الثورة حوران، وما تحذير السفارة الأمريكية في عمان للفصائل من فتح معارك ضد نظام الإجرام في دمشق ونصرة إخوانهم إلا لإدراكها خطوة هذه الجبهة وتأثيرها على عميلهم سفاح دمشق.
والواجب على عموم الناس الضغط على أصحاب القرار، والصدع بكلمة الحق، وإن قست على مسامع من اعتاد أن لا يسمع نصحا من أهله، ومحاسبة من إخوته، بل اعتاد أن يلقي سمعه لسفارات الدول المتآمرة، وغرف استخباراتها، وانفصل عن أهله وحاضنته الشعبية. فيا ويل من يتخاذل عن نصرة إخوانه في الغوطة خاصة وفي كل مكان،
ويا ويل قوم يصمتون.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
حسن نور الدين