press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

إبراهيم معاز

 

أحداث في الميزان:
حراك أهل طرابلس الشام نصرةً للنازحين السوريين أكّد حقيقة معدن أمتنا وخيانة الحكام والأنظمة الوظيفية

الحدث:
اعتداءات العنصريين ضد النازحين من أهل سوريا في لبنان، واتخاذ محافظ الشمال قرارات جائرة عدة بحقهم، وقيام أجهزة أمنية من خارج اختصاصها بمداهمات لمخيمات النازحين، واعتقال المئات، وتسليم العشرات لنظام الإجرام في دمشق.

الميزان:
إن قضية النازحين من أعقد القضايا التي عصفت بثورة الشام وبأهلها الكرام الذين لم يرضوا بالعيش الذليل تحت حكم نظام الطاغية بشار ونظامه القمعي الذي أذاقهم الويلات من قتل وتشريد واعتقال وترحيل قسري من مناطقهم،إلى أن وصل الحال ببعض أهل الشام الصابرين الثابتين للنزوح إلى جبال جرداء والسكن بمخيمات لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء ودفعهم أيضا للهجرة خارج بلدهم هرباً من بطش النظام المجرم وطغيانه.

وإن ما يحصل الآن من اعتداءات من قبل العنصرين في لبنان ضد أهلنا النازحين من أهل الشام تارة بحرق مخيماتهم وتارة بالإختطاف وتارة بالإعتداء بالضرب المبرح حتى الموت وتارة بمحاربتهم بأرزاقهم وبقوت أولادهم، وكان آخرها قيام الأجهزة الأمنية باعتقال المئات من النازحين وتسليمهم لنظام الإجرام سفاح الشام، هو عمل عنصري لئيم يدل على مدى الحقد واللؤم الذي تضمره هذه الأنظمة العميلة التابعة للكافر المستعمر وتكشف عن وجهها الحقيقي وتضع نفسها في صف الكفار في محاربة الإسلام والمسلمين وتجعل من نفسها أداة للبطش بشعوبها ويداً خبيثة مسلطة على رقابهم.

إن ما قام به النظام اللبناني وأجهزته الأمنية بحق أهلنا النازحين ليس غريباً وليس جديداً، فقد سبقه النظام التركي الذي أدعى كذباً ونفاقاً صداقة أهل الشام وأنه الناصر لهم والمدافع عنهم فقتل المئات من النازحين على حدوده وإلى اليوم لازالت هذه الممارسات بحق النازحين في تركيا من اعتداءات من قبل الأتراك العنصريين قائمة إلى اليوم، وهذه الاعتداءات هي لإجبار النازحين للعودة لحظيرة هذا النظام المجرم والقبول به ضمن بند العودة الطوعية والتي هي إحدى بنود الحل السياسي الأمريكي والقرار الأممي 2254 القاضي بتسوية سياسية مع الحفاظ على شكل النظام المجرم بمؤسساته القمعية العسكرية والأمنية وإعادة النازحين إلى مناطقهم لإعادة الشرعية لهذا النظام المجرم وإعادة هيكلته من جديد بما يتوافق مع سياسة أمريكا ونظامها الرأسمالي.

أما عن الجانب الآخر وهو خيرية الأمة ومعدنها النفيس وكيف أظهر أهلنا في لبنان وفي طرابلس خاصة موقفهم العظيم الذي وقفوه تجاه أهلهم وإخوانهم المسلمين من أهل سوريا وكيف قاموا بالوقوف بوجه الظالمين والوقوف إلى جانب إخوانهم والتصدي لمن يريد المكر بهم أو أذيتهم وكيف كانوا لهم بمثابة الأنصار، وكلنا شاهدنا قبل أيام وقفة العز في طرابلس يوم الجمعة والتي نظمها حزب التحرير في لبنان، وكانت موقفاً مشرفاً للصادقين، برسالة واضحة لنصرة أهل الشام وتحطيم حدود سايكس بيكو والقضاء على فكرة الوطنية والطائفية النتنة، وأظهرت الوقفة للجميع أن المسلم أخو المسلم لا فرق بين سوري أو لبناني أو فلسطيني وأن رابطة العقيدة الإسلامية هي أساس التعامل بين المسلمين.

أما عن أهل الشام الثائرين فلله درّهم وتقبل الله صبرهم وجهادهم وتضحياتهم وتحملهم لجميع أنواع العذاب مؤكدين للعالم أجمع أنهم ماضون في ثورتهم حتى إسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام، فهي ثورة في سبيل الله ولأجل تحكيم شرعه سبحانه.
ولتتويج التضحيات لابد من عمل جماعي منظم يسهم في استعادة الأمة لسلطانها وقرارها المسلوب والوقوف في وجه الظالمين لتوجيه الثورة باتجاه الطريق الصحيح وهو قطع الارتباط بمخابرات الدول وفتح الجبهات لإسقاط النظام المجرم بدستوره و بكافة أركانه ورموزه وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه فذلك الفوز في الدارين بإذن الله.

قال تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ).

===
لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
إبراهيم معاز