press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

مطالب وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا في دمشق تعكس الذهنية الأوروبية

 

أحداث في الميزان:
مطالب وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا في دمشق تعكس الذهنية الأوروبية والانحطاط الذي وصلوا إليه

الحدث:
قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الجمعة في دمشق إن أوروبا ستدعم سوريا الجديدة لكن "لن تقدم أموالا للهياكل الإسلا.مية الجديدة"، وحضت بيربوك على عدم إقامة "حكومة إسلا.مية" عقب إسقاط النظام البائد، وشددت على أن رفع العقوبات عن سوريا سيعتمد على تقدم العملية السياسية، مشيرة إلى أهمية إشراك كل الطوائف في عملية إعادة الإعمار. بينما دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى إتلاف الأسلحة الكيميائية السورية، وإلى إيجاد حل سياسي مع الأكراد لكي يُدمجوا في العملية السياسية. وأكد بارو أن باريس تعرض تقديم المعونة لصياغة دستور جديد.

الميزان:
تصريحات الوزيرة الألمانية استفزت كثيرا الحاضنة الشعبية للثورة في الشام، فقد كانت وقحة جدا ليس في تصريحاتها فقط، بل حتى في طريق وصولها للبلد على متن طائرة عسكرية ولبسها لدرع مضاد للرصاص لإعطاء صورة معينة تترافق مع تصريحاتها التي تهدف لتحريض الناس في سوريا ضد الثورة وإدارة المرحلة بشكل مستفز.

أما طلب الوزيرة الألمانية عدم إقامة حكومة إسلامية على أنقاض النظام البائد فهذا متوقع من دول أوروبا التي أصبحت تعلن عداءها للإسلام منذ فترة بشكل فاضح، ولكن المساومة الدنيئة برفع العقوبات عن سوريا مقابل عملية سياسية تُرضي الأوروبيين ومن خلفهم أمريكا وحلف الناتو فهذا هو السقوط الإنساني والأخلاقي للمنظومة الغربية وستكون نتائجه الكارثية على أوروبا وأمريكا معا.

أما السفير الفرنسي فإن أبرز تصريحاته كانت عن استعداد بلاده لتقديم المساعدة لصياغة دستور جديد تعبّر عن النفسية الأوروبية المتعالية على شعب عريق قادر على إقامة نظامه ودولته وفق قيمه وحضارته بعيدا عن قيم محاربة الإنسانية والأخلاق التي يتبعها النظام الفرنسي صاحب التاريخ الاستعماري الدموي الكبير ويسعى لفرض قيمه العفنة ومبادئه المنحطة التي وصلت بهم لمحاربة حجاب المرأة المسلمة وإشاعة الفجور وغيرها الكثير، بل وفرضها على المجتمع الفرنسي. هؤلاء يريدون أن يصيغوا لنا دستورا يضمن سيطرتهم علينا فكريا وثقافيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ولكنهم لا يعلمون بأن شعبنا تحرر وأصبح واعيا إلى درجة أنه لن يسمح لأحد بتقرير مصيره وتقييده مرة أخرى.

تسعى الدول الغربية للتأثير وتشكيل ضغط على إدارة المرحلة بهدف العمل على سلخ الإسلام من وجدان الأمة وإبعاده عن أنظمة الحياة السياسية في بلادنا وفرض الأنظمة الغربية عبر أسلوب العصا والجزرة والتهديد والوعيد بالعقوبات والحصار، ولم يعِ هؤلاء بعد أن زمن الهيمنة قد ولى وأننا نعيش مرحلة انبعاث الإسلام والتغيير الحضاري، بينما ما زال ساسة فرنسا والغرب يعيشون حقبة ما قبل الحرب العالمية الثانية زمن الاستعمار والسيطرة على الشعوب، بينما هذا الزمن لم يعد ينفع فيه الابتزاز والتهديد بالبطش بالقوة المادية فشعوبنا قدمت شلال دماء مهرا للتحرر ولن تعود للوراء ولن ترهن قرارها للقوى الاستعمارية الغربية ولن تساوم على تقرير مصيرها، بل إن الأمة تتحضر للنهوض عبر إقامة دولتها الإسلامية لاستئناف رسالتها العالمية والعودة بقوة للمسرح الدولي بشكل جديد مختلف عما ترسمه وتخطط له القوى الكبرى للمنطقة.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
أحمد معاز