كلما ادعت روسيا أنها تقاتل (الإرهابيين) نراها تقذف حممها على المدنيين!، وتدّعي أمريكا أنها تريد تجفيف منابع (الإرهاب) فنراها تضغط وتضيق على المدنيين! وتدّعي إيران المجرمة وحزبها اللبناني أنهما يقاتلان (الإرهابيين) فنراهما يقتلان المدنيين الأبرياء!! وكذلك النظام المجرم يدّعي قتال تنظيم الدولة و(الإرهاب) فنراه يفتح طريقا لتنظيم الدولة ليقاتل به المجاهدين وليبدأ هو بقصف المدنيين!
حتى المجتمع الدولي إذا أراد أن يتخذ خطوات لمقاتلة (الإرهاب) نراه يشجع أو يسكت عن إرهاب الأنظمة المجرمة بينما يضيق على الشعوب! ما السر في الشعوب؟ السر في الشعوب أن الغرب ينظر للإسلام أنه دين (الإرهاب) وأن المسلمين مهما كانت مواقفهم فهم حاضنة (الإرهاب) لذلك تصب الدول جام غضبها علينا.
لكن أمريكا غاضبة على أهل حوران (الجولان جزء من حوران) لأنهم وقفوا في وجه كل مخططاتها وأفشلوها. كيف لحاضنة حوران أن تقف في وجه مخططات أمريكا تفشلها وتحل عقدها؟ تبدأ المسألة منذ أن تم تحرير خربة غزالة من غير إرادة أمريكا مرورا بتحرير دير العدس وتل مرعي، إلى تحرير تل الحارة، فكل ذلك لم يكن لأمريكا رغبة في تحريره، لكن الحاضنة دفعت لتحريره.
ثم إن أمريكا أرادت أن لا تفتح معركة الموت ولا المذلة لكن الحاضنة أصرت عليها فحمت مقاتليها وتحقق بها نصر المؤمنين وخسارة المجرمين، ثم إن أمريكا أرادت أن تسلم معبر نصيب للنظام المجرم لكن الحاضنة وقفت مواقف البطولة ومنعت تسليم المعبر، ثم إن أمريكا أعادت الكرة ثانية وثالثة لتسليم المعبر لكن الحاضنة رفضت ومنعت ففشلت أمريكا في مسعاها.
ثم إن أمريكا فرضت على فصائلنا المرتبطة بالموك وقف إطلاق النار ومن ثم خفض التصعيد والتوتر فقيدت الفصائل التي امتثلت لها بينما الحاضنة كانت تتحرق لفتح المعارك من أيام داريا والمعضمية إلى قدسيا وبيت جن و حلب و إدلب ومن ثم الغوطة، ولأن الفصائل المرتبطة منعت فتح أي معركة بعدها فإن الحاضنة الشعبية اتخذت موقفا غاضبا من الفصائل وظلت تعمل وتتحرق لإنهاء خفض التوتر وفتح المعارك.
ثم إن أمريكا دفعت النظام المجرم ليبذل جهودا في المصالحات بالاعتماد على الضفادع عملاء النظام لكن الحاضنة دفعت بملاحقتهم ومحاسبتهم والتضييق عليهم واعتقال قسم منهم فخبى صوت المصالحات وفشلت خطة أمريكا بجعل النظام يسترجع حوران بالمصالحات وكل ذلك بسبب موقف الحاضنة بل ولاحقت عملاء النظام واعتقلت عملاء لحزب إيران اللبناني وفشل هذا المسعى وانتهى أثره.
ثم إن روسيا حاولت أن تتصل بشخصيات مدنية وعسكرية في حوران لكسب تأييدهم وطرحت فكرة إرسال شرطة عسكرية روسية تضبط المناطق ومن ثم عرضت تشكيل مجلس عسكري موحد في الجنوب بإشراف حميميم لإدارة الجنوب لكن الحاضنة أعلنت عن موقفها بكل صراحة أن روسيا أشد عداء من النظام المجرم وأنه من يتصل بروسيا فهو ضفدع عميل لها، ففشل هذا المسعى من جديد، ثم إن أمريكا وبعد أن أدركت عجز النظام بعد الغوطة على أن يسترجع شبرا واحدا لانهيار قواه البشرية عمدت إلى الرد على تهديدات النظام لحوران. عمدت لموقف مغاير حيث توعدت النظام بالرد الحاسم إن هو فكر بعمل عسكري في الجنوب. ظنت أمريكا أن الحاضنة ستلجأ لها راكعة بين يديها إن هي حمتها ومنعت النظام عنها. لكن حاضنة حوران أخرجت مظاهرة في درعا عاصمة حوران لترفع لافتة "نحن لسنا في كفالة أمريكا نحن في كفالة الله إن الله تكفل لي بالشام وأهله".
ففشلت جهود أمريكا في خداع الحاضنة بدعوى الحماية من النظام وخابت ولم تتمكن من رهن قرارها. وأكثر من ذلك صدحت حناجر أهل درعا بكلمات الثبات والقتال ومواقف الإيمان، وتجاوبت كل حوران مع درعا وتبنت بيانها، ووقفت موقفها.
ثم إن أمريكا أرادت أن تأخذ حاضنة حوران على حين غرة فحددت موعدا لوقف مساعدات الطحين في حين وضع النظام المجرم تسهيلات ومكافآت لاستلام القمح من حاضنة حوران...كي يسحب القمح من أيديها. لكن الحاضنة وقفت موقفا شديدا بعد أن وعت على ذلك راقبت القمح ومنعت عبوره للنظام ووضعت برامج لخزنه وهددت بمحاسبة كل من يساعد في نقل القمح إلى النظام المجرم. ففشلت أمريكا في هذا المسعى، ثم إن أمريكا بثت أفكارها حول مستقبل حوران والجنوب فطرحت حكما ذاتيا أو شبه ذاتي. لكن حاضنة حوران رفضت هذا الطرح ولم تقبل به، فأدركت أمريكا أن الذي يفشل خططها ومشاريعها هو الحاضنة...حاضنة حوران.
وكعادة أمريكا وعنجهيتها في التعامل طرحت فكرة تركيع الحاضنة ودفعت بها فحرشت عليها كل كلابها من الدول والمليشيات، لكن النظام كلب بلا أسنان فهو يخمش بأظافره ولا يعض بأنيابه... يعوي من بعيد وإن اقترب فهناك من ينتظره ليقتله.
ولن يغير من المعادلة أن روسيا دخلت على خط القتال لجانب حلف النظام المجرم، تقصف وتقتل في الحاضنة، فلولا أن الموقف حرج على النظام لما دخلت روسيا تسانده. أما أمريكا فقد كشفت عن وجهها الحقيقي الذي كان يعرفه الكثير من الناس وينخدع به الكثير من القادة... إذ أعلنت أمريكا تخليها عن الفصائل المرتبطة بها.
وهذا ديدن أمريكا إذ تتخلى عن عملائها عند تمايز مصلحتها، وترمي بهم في نار القتال. بسبب كل هذا أمريكا أرادت تأديب وتركيع الحاضنة. لكن لله حكمة ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ لينجح أهل حوران في مسعاهم الحالي بصد النظام وكسر شوكته عليهم أن ينتبهوا لنقاط قوتهم ويعززوها وهي:
1- أن يخرج من كل قرية خيارها من الثوريين المؤمنين فيستقطبوا الناس إليهم ويدفعوهم ليكونوا حاضنة حقيقية للجهاد والثورة.
2- أن تقوم قيادة الحاضنة في كل قرية بإعلان التعبئة العامة واستنفار الشباب المجاهد فعدد المجاهدين خارج الفصائل أضعاف أضعاف عددهم داخل الفصائل وأغلبهم مخلصون وهم مادة النصر بإذن الله.
3- أن تقوم قيادة الحاضنة بتجميع الصادقين المخلصين من الشباب المجاهد تحت قيادة عسكرية مخلصة، ترتب سريعا أوضاع الجبهات وواقع المجاهدين وتتعامل مع حلف النظام المجرم.
4- أن تبذل الحاضنة للجهاد ولو قل المبذول ليكون الجهاد جهاد أمة والثورة ثورة حاضنة وشعب وأن تعمل كما عودتنا على استيعاب النازحين والتخفيف عنهم ونمد يد العون لهم.
5- أن تأخذ الحاضنة وقيادتها توجهها السياسي لتهتدي للمواقف الصحيحة من خلال إعطائها قيادتها السياسية لحزب التحرير الرائد الذي لم يكذب أهله قط.
6- أيتها الفصائل أما وقد كشفت أمريكا عن خداعها وتخلت عنكم في ساعة الشدة وانتهى ارتباطكم بها، فعودوا إلى صف حاضنتكم وطهروا أيديكم من رجس العلاقة مع أمريكا، قاتلوا في صف أهلكم وأخلصوا لله.
7- أيتها الحاضنة الحبيبة رصوا صفوفكم وأخرجوا الضفادع من بينكم واحذروا فبعد أن انكشف قادة فصائل فرقة العشائر ومن قبلهم قادة جبهة أنصار الإسلام، وغيرهم عليكم أن تنتبهوا «لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ».
والله غالب على أمره...
كتبه لجريدة الراية: المهندس كامل الحوراني، بتاريخ 4 تموز/يوليو 2018م
المصدر: https://bit.ly/2Ku6sQ7