press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

11112021tero

 

إن الطاغية مهما سما سلطانه وزاد طغيانه، فلا بد له من جنود وأتباع وأنصار وأشياع، يأتمرون بأمره ويبادرون في بغيه، فلا يستغني عنهم ولا يستغنون عنه، بل هم له كالمستنقع الذي لا يقدر العيش إلا به.
مستنقع يعيش فيه الطاغية مع حاشيته وجنوده ومخابراته بل ومشايخه وسحيجته المطبلين له.
ويمكن أن نطلق على ما سبق اسم
"مستنقع الطغاة".
نعم .. فكلُّ من فيه يعتبر طاغية ويحمل وزر منظومة الظلم والإجرام.

ألا ترى قول الله تعالى عن فرعون في سورة القصص:(وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ)؟!
ألا ترى أن الاستكبار والظلم يكون من القائد والأتباع على السواء؟!
ثم ألا ترى في قوله تعالى:(وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ) أنهم يشتركون في طريقة التفكير والقناعات، مما يجعل كل واحد من جنود فرعون مؤهلًا لأن يرث الفرعنة بجدارة بل أن يسبق سلفه؟!
وبذلك استحقوا جميعهم جزاءً عادلًا من المنتقم الجبار إذ يقول في الآية التي تليها:(فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ).
هذه عاقبة الظالمين، أتباعًا وسادة أو جنودًا وقادة. لأن جابي الضرائب والمكوس يتمنى مكان رئيس بلدية، والشرطي يتمنى مكان رئيسه، وعنصر الأمن والأمنيات يتمنى مكان ضابط الأمن أو مسؤول فرع المخابرات، وهكذا هي سلسلة متصلة يتمنى فيها صاحب المرتبة الأدنى في منظومة الظلم أن ينال درجة أعلى في إجرامه وإسخاط الله عز وجل.
مستنقع يفرَّخ فيه الطغاة ويتمنى الفرعون الحديث أن يصبح مكان القديم والصغير أن يصبح مكان الكبير!
ولكن نسوا أن الله أكبر وأن الله أعلى وأن الله أجل وأن الله أعظم وأنه القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير.

وتأمل كلام الواقعين في مستنقع الطغاة سترى أمثلة عديدة وشواهد كثيرة على صدق مقالتنا وقد ذكر الله لنا آية تتلى دائما وأبدًا ليعيها كل واع ولتكون عظة لمن تنفعه الموعظة. آيات في سورة القصص كذلك، قال تعالى:(فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ* وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلاَ يُلَقَّاهَآ إِلاَّ الصَّابِرُونَ* فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ* وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ بِالأمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَن منَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ).
تمنوا مكانه فلما خُسف به قالوا: (ويكأنه لا يفلح الكافرون). تمنوا مكانه لأن تفكيرهم الدنيوي قاصر عن إدراك العواقب .. غفلوا عن قدرة الله ونصرته للمستضعفين وقدرته على قهر الكفرة والقياصرة والأكاسرة والطغاة الظالمين، فأكد الله لنا ولهم في آخر سور القصص:(تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).

======
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
أحمد حاج محمد