press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

222022brgout

 

قال تعالى:(فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) ..
بكل صبر وثبات وثقة بوعد الله تعالى، يرد موسى عليه السلام على قومه الذين آيسوا من النجاة، وفي أحلك اللحظات عندما وقف أمام شاطئ البحر وفرعون وجنوده من خلفه وقد تراءى الجمعان وانعدمت الأسباب المادية التي توحي بالنجاة والخلاص، وإلى هذه اللحظة لا يعرف موسى عليه السلام الوسيلة التي سينقذه الله بها مع قومه، ولكنه نفذ أمر الله واتبع منهجه، فكان واثقاً بوعد الله وأن الله سينجيه مع قومه.
إنها معية الله لعباده المخلصين حينما يسيرون على النهج القويم وطريقه المستقيم وفق أوامر الله تعالى الذي وعدهم أن يهيئ لهم طريق الخلاص والنجاة. فموسى عليه السلام لم يعتمد على من معه من الذين لم يكونوا مستعدين للمواجهة والقتال، إنما اعتمد على وعد الله ونصره، وهذه هي المعية .."إن معي ربي سيهدين".
لقد أدرك موسى عليه السلام أن كل الأسباب المادية ستتلاشى وينجز الله وعده له بعد الأخذ بالأسباب والامتثال لأمر الله والقيام بما أوحاه الله إليه من السير ببني إسرائيل، مع علمه بملاحقة فرعون له: (فَأَسْرِ بِعِبَادِى لَيْلًا إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ).

فالالتزام بأوامر الله وشرعه والسير على طريقة الإسلام يصل بنا إلى الخلاص ويدلنا سبيله.

واليوم في ثورة أهل الشام، ما علينا إلا الالتزام بأحكام الإسلام والسير على منهج النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بالعمل للانعتاق من الدول الداعمة المتآمرة ونبذ مالها السياسي القذر الذي أورد ثورتنا المهالك، واختيار القيادة الصالحة التي تدلنا على الخير والأمان والسعي لتحكيم نظام الإسلام في ظلال دولة على أنقاض هذا النظام البائد. عندها سنحطم بإذن الله كل القوى المادية التي تكبلنا لنصل إلى مبتغانا بتحكيم شرع الله وإقامة دولة الإسلام.

فليس صحيحاً أننا لا نستطيع الوقوف بوجه أمريكا وروسيا والنظام، مهما تعاظمت قوتهم، فقوة الله أكبر وأعظم، وهي ملاذنا و الركن الشديد الذي نأوي إليه، وهي السبيل الوحيد لنجاتنا والتخلص من ضعفنا وذلنا.
وإذا لم يكن في حسابنا معية الله لنا وتأييده لنا فلن نحقق غايتنا ولن ننتصر على أعدائنا.
فيقيننا بمعية الله لنا والأخذ بالأسباب المادية، وهي اختيار القيادة السياسية الصادقة التي تمتلك مشروعاً مستنبطاً من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لنسير معها على بصيرة على طريق شرعي واضح مستقيم ونهج قويم لا نحيد عنه هو بوابة النصر والخلاص بإذن الله. والحياد عن ذلك خسران مبين.
قال تعالى:(قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ).
فإذا تبين لنا فساد المال السياسي القذر فالمضي بقبوله لا يزيدنا غير تخسير، وإذا تبين لنا فساد القيادة السياسة التي تعمل على وضع دستور علماني يحارب أحكام الإسلام فإن السير وراءها والرضا بها لن يزيدنا غير تخسير، فمن كان على بينة من ربه وجب عليه أن يتبعها و ينقاد لها وأن لا يعمل إلا بمقتضاها.

فالمنظمات التي تسعى لفساد المجتمع والمال السياسي القذر الذي أدى إلى الارتباط بالدول العميلة التي تعمل ضمن المنظومة الدولية المعادية للإسلام والقيادة السياسية التي تعمل لوضع دستور علماني والتي ارتبطت بالداعمين والتي هادنت على غير هدى وعلى غير شرع الله، كل ذلك لا يزيدنا غير تخسير.

ومن هنا يتبين لنا أن لا خلاص لنا إلا باعتمادنا على الله، الشعار الذي رفعناه في بداية ثورتنا:(مالنا غيرك يالله)، والذي لو أننا عملنا بمقتضاه حقا لكانت معية الله لنا..
واليوم لازالت فرصة تدارك الأمر و تصحيح المسار قائمة بل واجبة،
وهي تبني مشرع مفصّل واضح ينبثق من صميم عقيدتنا، و توسيد الأمر لأهله، والاعتماد على الله سبحانه، بعد الأخذ بالأسباب المادية الشرعية، حينها يتحقق وعد الله لنا بالنصر والتمكين بإذنه سبحانه. فهو القائل في كتابه: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).


===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عادل محمد البرغوت