press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

1732022tree

 

 

مما سمعته أول الثورة من عوام الناس بأننا "لن ننتصر حتى نأكل أوراق الشجر"..
عندها لفت انتباهي عزيمة واستعداد أهل هذه الثورة المباركة لمثل هذا الأمر. فقد أدركوا منذ بداية الثورة أن هناك فاتورة كبيرة يجب أن تدفع حتى تستعيد الأمة هويتها وعزتها وكرامتها ومكانتها بين الأمم، "فمن يخطب الحسناء لم يغله المهر".

إلا أن ما نراه اليوم من محاولات لإرهاب الناس والضغط عليهم في المناطق المسماة "محررة"، من تضييق ممنهج وتجهيل وضرائب ومكوس واحتكار للمواد ورفع للأسعار، من قِبل من يزعمون الثورة والجهاد، هو أمر لم يكن يتوقعه كثيرون، لدرجة أن البعض راح يشبه أفعالهم بأفعال عصابة الإجرام في دمشق المدعومة أميركياً، والتي كان من خبثها ومكرها إشغال الناس بلقمة العيش كي لايعرفوا لنيل عزتهم طريقاً. أفعالٌ تستنسخها المنظومة الفصائلية وحكومات الأمر الواقع التي لا تعرف من الرعاية إلا اسمها، وذلك لإشغال أهل الشام عن التفكير والسعي الجدي العملي لإسقاط نظام الإجرام في عقر داره وإقامة حكم الإسلام مكانه. وهذا هو عين ما تريده أميركا، وهو التنفيذ الحرفي للدفع باتجاه حلها السياسي الخبيث الذي يسوق الناس تدريجياً إلى حظيرة الطغيان من جديد.

فها هي أميركا وائتلافها العميل ومعارضتها المصنعة منخرطون بمكر عظيم لإنجاز خططهم لوأد الثورة، من مؤامرات ومؤتمرات وهيئات تفاوض وجولات متلاحقة، ولجنة دستورية تسعى لتثبيت النظام العلماني الذي يقصي ديننا عن الحكم والحياة والمجتمع والدولة، وذلك في محاولة بائسة لتثبيت الحكم الجبري الذي نعاني من شروره.
و كل هذا التآمر هو لقتل تطلعات الثائرين وآمالهم بتتويج تضحيات ثورتهم بحكم الإسلام ممثلاً بخلافة راشدة على منهاج النبوة لا على مناهج الطواغيت، أدوات الكافر المستعمر الرخيصة.

طبعاً، هذا مكر أعدائنا وأذناب أعدائنا، ولايعني أنهم نالوا مرادهم أو سينالونه، فالله ولي الصادقين الصابرين المحتسبين. فأهل الشام الثائرون لايزالون على الوعد، وهاهم يخرجون في مظاهراتهم الشعبية لإحياء جذوة الثورة من جديد، والأخذ على أيدي القادة المرتبطين والفصائل المفرّطة، والوقوف صفاً واحداً في وجه الظالمين جميعاً، وضبط البوصلة لتصحيح مسار الثورة وتوسيد أمرها إلى من يخشون الله في الثورة والثائرين، و اتخاذ من يحمل مشروعاً سياسياً من صميم عقيدتنا، قيادة سياسية ترسم لنا الخطوات العملية لإسقاط النظام و إقامة حكم الإسلام، وماذلك على الله بعزيز.

وختاماً، نقول لكل المتآمرين على ثورتنا إن أهل الشام ماضون في ثورتهم، متمسكون بثوابتها، ولن يشغلهم عن السعي لتحقيق أهدافها تضييق في المعيشة أو إشغال بمؤونتها، فثورتنا مبدئية لم تقم لتحسين ظروف العيش أو لإصلاحات دستورية شكلية فقط، إنما قضيتها أعظم من ذلك بكثير، أن نطوي صفحة الظلم والقهر والطغيان والحكم بغير ما أنزل الله، لننعم بتطبيق نظام الإسلام و عدله و حمل رسالته رسالة هدى و نور، في ظلال دولة غائبة آن لها ان تعود وتعيدنا أعزة من جديد، ولإقامتها فليعمل كل مخلص يبتغي وجه الله.

قال تعالى:(ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز).

===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
فادي العبود