press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

 

محمد سعيد العبود

 

الإنسان كائن اجتماعي يعيش في مجموعة من الناس، تربطهم افكار ومشاعر وعلاقات، ولايمكن للإنسان أن يعيش بمفرده لأنه بحاجة لأن يتكامل ويتعاون مع غيره لتتحقق مقومات الحياة..
ولقد جاء الإسلام لينظم هذا الاجتماع الإنساني، فجاء بالأفكار والأحكام التي تنظم علاقة البشر وتجعلها قوية متماسكة تعمر الكون وتقيم الدولة وتوجد الأمة، وهذا لابد له من الإيمان بفكرة توحد الناس التي تدفعهم للتعاون.

وقد كان أكثر الخطاب القرآني موجِّهاً الناسَ بشكل جماعي:
(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُوا۟ رَبَّكُمُ ..)..
(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ..)..

كما جاء الأمر بالتعاون على الخير والحق، قال تعالى:
(.. وَتَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَ ⁠نِۚ ..).
وحذر من التفرق على الأهواء والمكونات، فقال:
(وَٱعۡتَصِمُوا۟ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِیعࣰا وَلَا تَفَرَّقُوا۟ۚ وَٱذۡكُرُوا۟ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَاۤءࣰ فَأَلَّفَ بَیۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦۤ إِخۡوَ ⁠نࣰا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةࣲ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَ ⁠لِكَ یُبَیِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَایَـٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ).

لقد جاء الإسلام بأحكام تتعلق بالفرد كالصوم والصلاة، وأحكام تتعلق بالجماعة كصلاة الجنازة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحمل الدعوة ودفع العدو بجهاد الدفع وإغاثة الملهوف وإطعام الجائع، ففي حديث ابن عمر قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما أهل عرصة يبيت فيهم امرؤ جائع إلا برئت منهم ذمة الله). رواه ابن أبي شيبة والبزار والطبراني وحسنه الألباني..
وأحكام تتعلق بالدولة كرعاية شؤون الناس وإعلان الحرب وحمل الدعوة إلى العالم ..
وهناك احكام تتعلق بالأمة كمحاسبة الحكام وتغييرهم إذا فقدوا شروط انعقاد البيعة..

إن المتتبع لأحكام الشريعة يجد أن أكثرها لايقوم إلا بالجماعة، سواء كانت صغيرة كأهل الحي أو كبيرة كالأحزاب والجماعات، أو جماعة المسلمين ككل أي الأمة.

إن مايدهم المسلمين من خطوب يوجب عليهم أن يتعاونوا في مواجهته من كوارث وأزمات وخطوب، ولايجوز لمسلم أن يتخلف عن واجبه مع الجماعة.. وقد شاهدنا تعاون المسلمين في مواجهة زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا وإنقاذ من هم تحت الركام، كما شاهدنا قوافل الإغاثة التي عبرت الحدود الجديدة رغم أنف صانعيها مما يدل على الروح الجماعية لدى المسلمين رغم تخاذل الأنظمة في بلاد المسلمين، مما يدل على أنهم ليسوا من الأمة، وكذلك تغافل دول العالم عن مآساتهم،
وأن أكبر خطب وأعظم زلزال حل بالمسلمين هو هدم دولتهم دولة الخلافة وتمزيق وحدتهم إلى كيانات مصطنعة وتفريق كلمتهم بأفكار ومفاهيم مغلوطة تناقض عقيدتهم، وهذا خطب يجب على الأمة جمعاء أن تواجهه وتتكتل لدفعه واستعادة دولتها، وهذا حكم شرعي يتعلق بالأمة؛ أن يوجد فيها حزب أو أحزاب، أو جماعة تتكتل وتجمع جهود الأمة من أهل القوة وأهل الحل والعقد والرأي العام وتقودهم نحو التغيير إلى الحالة التي أوجبها الله عليهم من إقامة الدولة وتوحيد الأمة، وأن يكون هذا التكتل على هذا الأساس ولأجل هذه الغاية، وكل من يتهاون أو يتقاعس فهو آثم أشد الإثم وأكبره، لأنه تساهل وتغافل عن قضية مصيرية تتعلق بها آلاف الأحكام، وبدونها تتعطل بل ويغيب الإسلام عن حياة الناس..
من هنا ندرك فرضية هذا العمل الجماعي الذي نص عليه القرآن. قال تعالى: (وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةࣱ یَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَیۡرِ وَیَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَیَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُو۟لَـٰۤئكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ).
وهو ماعمل عليه النبي عندما شكل تكتل الصحابة وثقفهم بدار الارقم سراً، ثم أظهر تلك الكتلة بعد إسلام حمزة وعمر بن الخطاب في صفين طاف بهما حول الكعبة على مرأى من قريش.
والقاعدة الفقهية تقول مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وإقامة دولة تطبق حكم الله لايكون إلا بجماعة تتكتل وتعمل وتخطط وتجمع القوى على هذا الأساس ولهذه الغاية، فوجود جماعة والعمل معها واجب من اوجب الواجبات.

إن من يتخلف عن إنقاذ غريق أو إنسان تحت الأنقاض هو عديم الإنسانية والمروءة، فكيف بمن يتخلف عن إنقاذ أمة تغرق في المستنقع الآسن من النظام العالمي الرأسمالي المتوحش.

إن هذه الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة الذين أجمعوا على وجوب إقامة خليفة للمسلمين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لتدل دلالة قاطعة على فرضية العمل الجماعي على الأمة في كتلة لتحقيق هذه الغاية، وأن التهاون والتقصير في هذا الأمر إثم عظيم ومن أكبر الكبائر.

إن إقامة الخلافة واستعادة سلطان المسلمين هو فرض بل هو تاج الفروض المنوطة بالأمة، فكل من لم يتلبس بالعمل الجماعي لإقامة هذه الفريضة هو آثم أشد الإثم وأعظمه..

قال تعالى: (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱسۡتَجِیبُوا۟ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمۡ لِمَا یُحۡیِیكُمۡۖ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ یَحُولُ بَیۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَقَلۡبِهِۦ وَأَنَّهُۥۤ إِلَیۡهِ تُحۡشَرُونَ).

===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمد سعيد العبود (أبو مصعب الشامي)

 #العمل_الجماعي_طوق_نجاتنا