press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

ثورة الشام والتخصص

 

 

 

لقد عمل أعداء ثورة الشام على إبعاد أهل الاختصاص عن العمل باختصاصهم بما يعود بالخير على ثورة الشام .
فأول مكر مكروه بها تنصيب قيادة سياسية لها لا علاقة لهم بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد ، بل هي تشكيلة من العقليات المتناقضة المنتفعة التي لا يمكن أن تتفق إلا على بحث كل شخص منهم عن مصلحته الشخصية ، و تنفيذه لمطالب الدول المتآمرة مما جعل الثورة حقيقة بلا قيادة ، بل صُنّعت لها أدوات تتلاعب بها الدول حسب مصالحها .

والمكر الثاني هو إبعاد الضباط المنشقين عن قيادة العمليات العسكرية ، وتجميدهم في مخيمات الضباط في تركيا ، ودعم أشخاص لا علاقة لهم بالعمل العسكري ولا باحترافيته وانضباطه ، مما أسهم في فشل العمل العسكري رغم عظم التضحيات ، بل مما زاد الطين بلة أن هؤلاء القادة العسكريين أخذوا يمارسون أدواراً أخرى غير العسكرة ، فأصبحوا سياسيين و إداريين وأمنيين ، فقد أنشؤوا مجالس محلية وحكومات وإدارات يديرونها ، ويتدخلون بكل شاردة وواردة وفق العقلية العنيفة التي تكونت لديهم من خلال العمل العسكري الأهوج .

والمكر الثالث العمل على عزل وإبعاد أصحاب الاختصاص في السياسة و محاولة فصلهم عن الثورة و حاضنتها ، فحورب حزب التحرير حامل المشروع السياسي الإسلامي العظيم ، وصاحب الخبرة والوعي الفكري والسياسي على قضايا الأمة و قضيتها المصيرية ، والمدرك للموقف الدولي وتآمره على قضايا المسلمين ، وذلك لمنع الثورة من الاستفادة من خبراته والانقياد له ولمشروعه الإسلامي ، بل دفع البعض بعلم أو بجهل لممارسة الخطاب الديماغوجي ضده ، كالطلب منه أن يتحول من حزب سياسي إلى فصيل عسكري أو جمعية خيرية تجمع التبرعات وتوزعها على المحتاجين ، محاولين إخراجه عن اختصاصه ، بل يسأله البعض بكل بلاهة كم معركة خضت أو كم نقطة رباط عندكم بعد إغلاق الجبهات ، وهو سؤال يشبه من يسأل المهندس كم عملية جراحية عملت بدل أن يسأله عن مشروعه الهندسي الإنشائي .

إن الثورة لا يمكن أن تنجح حتى تأخذ بأسباب النجاح ، وهي وضع كل ذي اختصاصٍ باختصاصه والسير على الطريق المستقيم ، وهذا يبدأ باتخاذ قيادة سياسية مختصة كحزب سياسي يحمل مشروعاً سياسياً ينبثق من عقيدة الأمة ، لتدير القيادة السياسية حراك الثورة بإعطاء كل جهة عملها فيما اختصت به وخصوصاً العسكرة .
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وألهمنا اجتنابه ، وأرشدنا لأحسن أمرنا إنك عليم حكيم .

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمد سعيد العبود