إن قضية التصريحات التركية من أجل المصالحة مع النظام المجرم ، هي أكبر بكثير مما يبسطها البعض ، الذين ينظرون لما يحدث على أنها مجرد علاقات ومصالح تهم النظامين و لا علاقة للثورة بهما .
إن هذه الخطوات مرتبطة أساساً بالمخطط الأمريكي لإنهاء الثورة وتطبيق الحل السياسي ، والتي تعني حقيقة المصالحة مع النظام وتسليم المنطقة له ، وقيادات الفصائل يكمن دورهم بأنهم المنفذون لهذه الخطة .
فنرى مع كثرة أعداد المجاهدين وضخامة معداتهم لا يملكون أمرهم ولا قرارهم (إذ السلاح لا يحركه كثرة الرجال ، بل يحركه قرار الرجال)
فالمعادلة الكارثية هي أن هناك خمسة ملايين إنسان مرتبط مصيرهم بعدة أشخاص ساقطين نظرياً ، وتنفيذ الأمر بيدهم عملياً والقرار بيد معلمهم فعلياً .
و الواقع يحدثنا بأن جموع الناس بالمحرر في حال تحركت بما تملك من سلاح وعتاد فسوف تصل دمشق بوقت قصير ، وذلك لضعف النظام المجرم وتهالكه ، وعدم سيطرته على مناطقه ودرعا أكبر مثال على ذلك ، وهذه حقيقة لا خيال يدركها أهل الثورة لتجاربهم السابقة ، لكن المسألة تحتاج بدايةً إلى استعادة قرار الثورة وإفشال كل مخططات العملاء وإرجاع الثورة لسيرتها الأولى .
فالمتابع اليوم يرى جموع الناس تجوب في شوارع المحرر وصيحاتهم تعانق السماء ، فهم يتشوقون لفتح الجبهات مع النظام المجرم وتحرير بلادهم التي سلّمها هؤلاء القادة ، كما يتطلعون لإسقاط النظام المجرم الذي هو هدفهم المنشود .
فالكرة الآن في ملعب المجاهدين ، وما عليهم إلا أن يلبوا نداء حاضنتهم وينحازوا إليها بعيداً عن قادتهم المرتبطين ويتوكلوا على الله ، حينها يكونون قد ساروا في طريق الفتح والنصر بإذن الله والله معهم وهو ناصرهم ومؤيدهم .
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محروس هَزبَر