عندما تريد لأمر ما أن يطبّق ويصبح واقعاً ، لا بد أولاً من إحداث رأي عام حوله ، وتهيئة الظروف المناسبة والصحيحة لاحتضانه ، واليوم جميعنا نشاهد التصريحات الأخيرة للنظام التركي المتآمر والدندنات المتتالية حول المصالحة والتطبيع مع نظام الكيماوي ، فهذه التصريحات الهدف منها إيجاد رأي عام حول ملف المصالحة ، والترويج له تمهيداً لتطبيقه على أرض الواقع ، عندما تحين الفرصة وتتهيأ الظروف المناسبة لهذه الجريمة .
واليوم وبعد هذه السنين الطويلة من عمر الثورة وبعد اغتصاب سلطانها وقرارها العسكري ، أصبح من الضروري لنجاحها أن تتخذ عدة خطوات ، ومنها أولاً ضرورة استعادة القرار العسكري للثورة ، وذلك يكون بإيجاد رأي عام حوله بدايةً ، وتهيئة الظروف والأجواء لهذه الفكرة وشرح تفاصيلها حتى تصبح رأياً عاماً كاسحاً ، وضرورةً ملحةً لفتح الجبهات وإسقاط النظام المجرم ، وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه .
إن الرأي العام في مسيرة التغيير هو ضرورة ملحة لنجاح أي عمل ، واليوم إذا أردنا استعادة القرار العسكري للثورة ، فلا بد لنا من تذكير الناس بأن يأخذوا دورهم المنوط بهم ، وأن يعلموا أن القرار العسكري يجب أن يكون بأيديهم لا بأيدي أعدائهم ، والعمل بجد من قبل الواعين المخلصين لجعله قضية مصيرية ، ورأياً عاماً كاسحاً تمهيداً لاستعادة قرار الثورة السياسي والعسكري من النظام التركي عرّاب المصالحات مع النظام المجرم ومن قادة الفصائل أدوات التسليم .
وأخيراً : يا أهل الشام لن يصلح حال ثورتكم إلا بما صَلُح أولها ، وزيادة عليها تبنيكم لمشروع الإسلام العظيم وللقيادة السياسية التي وضعت هذا المشروع بين أيديكم ، والتي لها رؤية واضحة للمسير نحو فتح الجبهات وتحرير البلاد وإسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه في ظلال خلافة على منهاج النبوة .
=====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
إبراهيم معاز