press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

حراك الأمة كسر حاجز الخوف وهدم ما يسمى مشروع الجولاني الذي بناه



إن المتتبع للواقع الحالي الذي يعيشه أهل الثورة يلاحظ بأن الأمة قد بدأت بهدم جدار الخوف والحاجز الأمني الذي حاول الجولاني عبر جهازه الإجرامي أن يبنيه لينوب بذلك عن الجدار الذي كان موجوداً في حقبة نظام بشار أسد المجرم ومن قبله أبيه الهالك حافظ.
لقد انطلق الحراك الشعبي منذ ما يقرب من عام و نصف، وكانت شرارته قيام جهاز أمن الجولاني باقتحام البيوت وتسور الجدران و انتهاك الحرمات لاعتقال حملة الدعوة من شباب حزب التحرير، و غيرهم من الثوار المخلصين، وذلك بهدف إكمال خطته في القضاء على كل نفس ثوري معارض لسياسته الظالمة الهادفة لترويض الناس للقبول بالتطبيع مع نظام الاجرام، وإسكات كل صوت ينكر عليه أفعاله وخيانته، حتى يتابع ما بدأه كأداة مرتبطة مسلطة على أهل الشام وثورتهم.
إن انفجار الشارع في وجه الجولاني وجهاز ظلمه قد أربكه وجعله يتخبط، فكيف له أن ينظر إلى مشروعه الذي بناه على سفك الدم الحرام وعلى سرقة أموال الناس بالباطل قد بدأ يتهاوى ويتهدم بصيحات الثائرين وحناجر المخلصين وبشعارات (يا جولاني يا عميل لنظام البراميل، يا جولاني لا تتحدى هاي الثورة مانك قدا).
لقد اتصف الحراك الشعبي بوعيه العالي وبثباته وعزيمته، فقد ميز المجاهد المخلص المرابط على الثغور عن الأمني الظالم وعن القائد العميل المرتبط بمخابرات الدول، فهذا ما أغاظ المجرمين ثم ما لبث أن حاول المجرمون جر ذلك الحراك الشعبي إلى ساحته بافتعال بعض الأعمال الإجرامية من تهجم على المظاهرات وضربهم والتعرض حتى للنساء اللاتي طالبن بأقاربهن المعتقلين، وحاول كذلك إنزال المجاهدين وسحبهم من على نقاط الرباط ووضعهم بوجه أهلهم، فكل هذه الأفعال قد باءت بالفشل ولله الحمد ..
إن كسر هيبة الظالم وفشله في مواجهة الحراك قد خلق عند الناس الجرأة في إعلاء صوتها والمطالبة بحقوقها ورفض أي قرار ظالم يصدر عن حكومة الظالمين، فجميعنا شاهد كيف أن الصيادلة قد رفضوا وخرجوا ضد قرار حكومة الجولاني ودعوا إلى وقفة احتجاجية لم يعودوا منها إلا بإلغاء القرار ثم شاهدنا كيف خرج سائقو السيارات في وقفة احتجاجية كذلك ضد قرار حكومة الجولاني الظالم بحقهم، رغم مكر الماكرين وعملهم بسياسة النفس الطويل، كل هذه الأعمال كانت بعد أن أحس الناس بقوتهم وبدأوا باستعادة قرارهم من المتسلطين.
إن من المعروف في قواعد الحكم في الإسلام أن القاعدة الثانية هي السلطان للأمة، فالأمة هي صمام الأمان في أي بلد من البلدان فهي من تختار وتعزل وتحاسب من يتوسد أمرها، وهي من تطالب بحقوقها ولا تتخلى عنها، فالأمر منوط فيها بهذا الجانب، فعندما تتخلى الأمة عن دورها سرعان ما يحدث الخلل في التوازن المجتمعي ويعقب ذلك المشاكل والكوارث من ظلم وقهر وجور وفساد في الحياة.
إن تبني الأمة لقضاياها المصيرية هي من أهم الواجبات في الحياة، وتمسكها بمبدئها الإسلامي يجنبها المشاكل والويلات، وإن التخلي عن ذلك الأمر يجعلها في ضنك من الحياة، فيجب على الناس أن يجعلوا انتصار ثورتهم قضيتهم المصيرية، ويقدموها على كل الأولويات ويبحثون عن الحل الجذري لها، وعليهم أن لا ينشغلوا بالأمور الفرعية الناتجة عن مشكلتهم الأساسية كالغلاء والفساد وغيرها الكثير ..

وحتى يتبنى الناس قضيتهم المصيرية في ثورة الشام ويترجموا ذلك بشكل عملي، عليهم الصدع بالحق بوجه الظالمين السالبين لسلطانها، والإنكار عليهم أفعالهم الظالمة، ورفض الاتفاقيات الدولية التي حرفت مسار الثورة، وإسقاط الخونة والعملاء، واستعادة قرار الثورة السياسي من الضامن التركي المتآمر، واستعادة القرار العسكري من قادة المنظومة الفصائلية المرتبطة، فالحراك المبارك ينتظركم أيها الثائرون لتجدّوا السير معه وتلتحقوا بركبه وتتبنوا أهدافه التي تصب في جوهر قضاياكم المصيرية، حتى نغير معاً الواقع الحالي جذرياً، ونفتح الجبهات التي أغلقت، لتعود معها تكبيرات النصر ونتخلص من معاناة المخيمات والتهجير بإذن الله، ويعود الناس لبلادهم وأرزاقهم بعز ونصر، ويتوجه المجاهدون المخلصون إلى عقر دار النظام في دمشق لإسقاطه وإقامة حكم الإسلام عبر دولة الخلافة على أنقاضه.
قال تعالى (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ).

---------
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عبود العبود