إن أرض الشام أرض مباركة، وأهلها من صفوة عباد الله كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، اجتباهم ليكونوا في خيرة أرضه. والدماء التي سفكت فيها هي دماء نقية زكية طاهرة، أُريقت في سبيل الله، وهي ليست هينة على الله، بل كانت لعنة على من أوغل وأجرم في سفكها.
ورغم كيد المتآمرين، إلا أن مكر الله بهم أكبر، فها هي روسيا قد لاقت ما لاقت على يد الأوكرانيين، وحزب إيران في لبنان يعاني من ضربات يهود، وإيران المتخبطة سياسيًا وعسكريًا مشغولة بقصف يهود أيضاً. أما نظام الأسد المجرم فهو مهلهل الأركان متصدع البنيان، ومن يحميه من السقوط هم قادة مرتبطون، نُصّبوا على أهل الشام عبر النظام التركي عرّاب المصالحات و الحل السياسي الأمريكي.
ونقول لأهل الشام الأطهار، إن انشغال أعداء الثورة بأنفسهم، وهم الذين أوغلوا في دمائنا، هو منة من الله سبحانه، والفرصة اليوم ذهبية لإسقاط النظام في عقر داره وجب اغتنامها وترتيب الصفوف واستعادة قرار الثورة المسلوب من يد قادة الفصائل ومعلمهم النظام التركي.
وإلى الصادقين من جند الفصائل في عموم المحرر: إنكم ترون قادة المنظومة الفصائلية وأسيادهم يسيرون في اتجاه القضاء على ثورة الشام، وأنتم أهل الحرب والفداء والتضحيات، وأنتم تيجان الرؤوس، وتعلمون أن القرار العسكري مسلوب من قادة الارتباط بنظام المصالحات، فالوقت وقتكم لتتحركوا بجدية لاسترجاع القرار العسكري من يد هؤلاء العملاء؟
فساحات الوغى تنتظركم، وأعراضنا في السجون تنتظر زئيركم وصيحات تكبيركم.
ألم تشتاقوا إلى أزيز الرصاص وصيحات "الله أكبر"؟!
ألم تشتاقوا إلى كلمة "صديق"؟!
إن أهل الشام قد قدموا التضحيات وقاسوا التهجير و قساوة العيش في الخيام، وهم الآن جاهزون لتقديم المزيد في سبيل الله لإسقاط النظام المجرم، فهم يعقدون آمالهم عليكم بعد الله سبحانه.
فهبّوا إلى ميادين التجارة الرابحة، إلى ميادين القتال، بعيدًا عن طغمة العمالة، واسترجعوا قراركم العسكري، ودونكم جبهة الساحل والعاصمة، فهي وجهة الأحرار التي يحرسها الفجار، لزلزلة عرش النظام المتهالك وتتويج التضحيات بإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، فذلك والله هو الفوز العظيم، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.
قال تعالى: (ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
مصطفى نجار