press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

 

 666

 

 

الأحد 8/12/2024م سقط بشار أسد أحد أعتى طغا.ة العصر على أيدي الثو.ار والمجـ.ا.هدين، رغم كل الدعم الذي قدمته أمريكا له على مدار 14 عاماً، مع التذكير بأن سقوط شخص الطـ.اغية لا يعني سقو.ط نظا.مه حيث لم تتحقق جميع ثوابت الثـ.ورة المتمثلة بإسـ.قاط النظـ.ام والتحرر من نفوذ دول الكـ.فر وإقامة حكم الإسلام، في ظل سعي أمريكا وأدواتها الإقليمية لإفراغ الثـ.ورة من مضمونها ونسـ.ف تضحيات المجـ.اهدين وإعادتنا إلى المربع الأول عبر تغييرات شكلية وإعادة فرض نظـ.ـام علماني وطني جديد بمواصفات غربية ملتزمٍ بـ"الدولة المدنية والديمقراطية ومحـ.ـاربة الإرهـ.ـاب وإشراك كافة شرائح المجتمع في الحكم" بمن فيهم أزلام النظ.ـام السابق ورجالاته، فالحذر الحذر! فالنـ.ظام لا يسقط بحق إلا بإقامة حكم الإسلام، مهما تبدلت الصور وإطاراتها.

أعـ.داء الثـ.ورة وعلى رأسهم أمريكا يريدونها نقلاً سلساً للسلطة بما يشبه تسويةً بنكهة انتصار الثـ.ورة، وهم في مرحلة الذعر خوفاً من تفلت الأمور ووصول الصادقين إلى الحكم، ولا أدل على ذلك من استنفار أمريكا عبر وزير خارجتها بلينكن وجولاته المكوكية في المنطقة ولقاءاته واستنفاره لأدوات أمريكا للتباحث في ضبط الأمور خشية صحوة العملاق النائم، مع التذكير بالتنسيق السابق منذ بداية الثـ.ورة بين الجـ.رذ الهارب بشار وبين كـ.يان يـ.هود في الكيد للـ.ثورة خوفاً من نتائجها وتناثر لظى حريقها. في سياق هذه الخشية، واستغلالاً للظروف، وبمباركة أمريكية خالصة، يمكننا فهم عـ.ربدة طيران كيـ.ان يهود وغطرسته واستمراره في تدمـ.ير البنى التحتية وصب حمم صـ.واريـ.خه الحـ.اقدة على المواقع والثكنات العسـ.كرية ومستودعات الأسـ.لحة ومضادات الطيران والصـ.واريخ بعيدة المدى، واستنفار مجلس الوزراء الأمني لكـ.يان يـ.هود واجتماعاته المتكررة غير الاعتيادية في وقت قصير على خلفية تطورات الأوضاع في سوريا.

فمنذ سقـ.وط الطـ.اغية بشار وقطعان كيـ.ان يـ.هود تصول على أرض الشام تحتل مواقع جديدة فيها، وطـ.ائراته تعـ.ربد في سمائها، بغـ.ارات جوية حـ.اقدة طالت عدداً من المدن والبلدات والمواقع العسـ.كرية، حتى وصلت إلى مدينة دير الزور شرق سوريا، وقد تركزت هذه الهجـ.مات على مستودعات الأسـ.لحة، وكتائب الدفـ.اع الجوي في المناطق الوسطى والجنوبية، ومراكز الأبحاث العلمية العسـ.كرية، ومطارات عسـ.كرية، بما في ذلك مطار المزة العسـ.كري في ريف دمشق، وطال القصـ.ف المربع الأمـ.ني بالعاصمة حيث تدار برامج أسـ.لحة كـ.يميـ.ائية وصـ.واريخ باليـ.ستية على حد وصف هيئة بث كيـ.ان يهـ.ود، ومواقع عـ.سكرية في محيط العاصمة، ومواقع في محيط بلدة الكـ.فر، ومطار خلخلة في السويداء وجبل قاسيون في قلب العاصمة وغـ.ارات على الفوج 16 شرقي دمشق، وعلى ثكـ.نتين عسـ.كريتين ومقر الفرقة الرابعة وكتـ.يبة الـ.راد.ار ومطار الضمير العـ.سكري في ريف دمشق ومواقع عـ.سكرية في ريفي طرطوس واللاذقية.

وبرر الكـ.يان هذه الهـ.جمات بأنها "تهدف إلى تعزيز أمنه ومنع وقوع الأسـ.لحة المتقدمة، مثل الأسـ.لحة الكيمـ.يائية، في أيدي (جماعات إرهـ.ابية)"!

وقد كشف جيـ.ش الكـ.يان، الثلاثاء 10/12/2024م، عن "تنفيذه ضـ.ربات جوية ضد ما يقرب من 80% من القدرات العسـ.كرية السورية. وقد وصل توغله في جنوب سوريا إلى نحو 25 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من العاصمة، وأظهرت خرائط سيطرته على قمة جبل الشيخ، وعدد من القرى والبلدات داخل المنطقة منزوعة السـ.لاح، بعمق يصل إلى 18 كيلومترا داخل الأراضي السورية. وقالت إذاعة الكـ.يان أن "350 مقاتـ.لة هاجـ.مت مواقع من دمشق إلى طرطوس، وأنه تم تدمـ.ير عشرات الطـ.ائرات والقواعد العـ.سكرية وأنظـ.مة الدفاع الجوي ومستودعات الأسـ.لحة"، فيما حذر نتنياهو بالقول: "إذا سمح هذا النـ.ظام لإيران بإعادة ترسيخ وجودها في سوريا، أو سمح بنقل أسـ.لحة إيرانية أو أي أسلـ.حة أخرى إلى حـ.زب الله أو إذا هاجـ.مَنا، فسوف نرد بقوة، وسندفّعه ثمنا باهظاً، ما حلّ بالنظـ.ام السابق سيحل بهذا النظـ.ام".

فيما قال وزير جـ.يش يهـ.ود، يسرائيل كاتس، إن صـ.واريخ بحريتهم دمـ.رت الأسطول الحـ.ربي السوري، مضيفاً أن قواتهم تتمركز في المنطقة العازلة بين سوريا وهضبة الجولان، وأنه أمر بإنشاء "منطقة دفـ.اعية خالصة" في جنوب سوريا دون وجود دائم لكـ.يانه "لمنع أي تهـ.ديد إره.ابي لـ(إسـ.رائيل)". وأكد نتنياهو، الذي أعلن في 8/12/2024م "انهيار اتفاق "فضّ الاشـ.تباك" مع سوريا الموقع عام 1974، أن القسم الذي يحـ.تله كـ.يان يـ.هود وضمه من هضبة الجولان السورية "سيظل (إسـ.رائيليا) إلى الأبد"، مضيفاً أنه أصدر تعليمات لجيـ.شه بالاستيلاء على المنطقة العازلة مع سوريا والمواقع القيادية المجاورة لها، متبجحاً بالقول: "لن نسمح لأي قوة معـ.ادية بترسيخ نفسها على حدودنا"، متماهياً مع تأكيد وزير الخارجية الأمريكي، بلينكن أن لـ"(إسـ.رائيل) الحق في الدفـ.اع عن نفسها"، وليس بعيداً عن حث المبعوث الأممي إلى سوريا بيدرسون القوى الخارجية على "بذل الجهود لتجنب انـ.هيار المؤسسات بعد سـ.قوط أسد"!

نعم هذا هو كيـ.ان يهـ.ود يعـ.ربد، في غـ.زة وسوريا، يمطرها بقـ.ذائفه وصـ.واريخ طائراته، وسط دعم أمريكي لا محدود؛ وفي ظل غياب من يردعه ويكسر قرنه؛ إجـ.رامٌ حـ.اقد يستهدف كل الأسـ.لحة الاستراتيجية في سوريا لتدمـ.يرها، خوفاً من وصولها إلى من يستخدمها ضده، وحتى تكون سوريا كسيرة الجناح لا تقوى على اجـ.تثاثه أو حتى مجرد تهـ.ديده. إنهم يريدون سوريا المستقبل دولة ضعيفة وخانعة ذليلة، بلا سـ.لاح لا تلوي على شيء، مع سعي الكـ.يان المسـ.خ للذهاب إلى مرحلة وضع خطوط حمراء جديدة للتفاوض عليها مستقبلاً. فالمهم عنده وعند الغرب أن تكون البلاد الإسلامية قليلة العدة والإعداد ومنزوعة من أي سـ.لاح استراتيجي فعّال حتى تكون عاجزة عن إحداث أي تأثير فارق حقيقي في المـ.عارك مع الكيـ.ان حال وصول فئة صادقة خارج الطوق الدولي للحـ.كم.

نعم، طيـ.ران حـ.اقد يقابله صمت أهل القبور ممن توسدوا أمر القيادة على أنقاض الطـ.اغية أسد، إلا من التشكي لمجلس الأمن، مع إعلان طمأنة أن لا نية لأي حـ.رب خارجية مستقبلا، وقد صرح الجـ.ولاني مؤخراً بالقول: "لسنا بصدد الخوض في صراع مع (إسـ.رائيل)، وليست لدينا عـ.داوات مع المجتمع الإيراني، وأعطينا الروس فرصة لإعادة النظر في علاقتهم مع الشعب السوري، ونتواصل مع سفارات غربية ونجري نقاشا مع بريطانيا لإعادة تمثيلها في دمشق"!

إن غطـ.رسة يـ.هود في غـ.زة والشام وغيرهما، إضافة للهيمنة الدولية، لا يجدي معهما المداهنة ولا الملاينة ولا الاسترضاء، ولا الخضوع للشروط والطلبات والأوامر، ولا الخضوع للقوى الدولية، ولا إعطاء رسائل الطمأنة ولا الركون إلى الظالمين ولو شيئاً قليلاً، إنما لا بد من موقف مبدئي حازم نكون فيه مع الله فنتخذ الموقف الذي يرضيه سبحانه حتى يكون معنا ويكرمنا بأن تكون الأمة والحاضنة الشعبية معنا، وكلنا رأينا تفاعل الأمة ونبض الإسلام وروح الجـ.هاد المتجذرة فيها وشوقها لنصرة غـ.زة وتحـ.رير أولى القبلتين وثالث الحرمين.

وإننا نهيب بأحرار الثـ.وار والمجـ.اهد.ين الذين أسـ.قطوا طـ.اغية الشام بعد أن سطّروا أروع البطـ.ولات والمـ.لاحم، ألّا يسمحوا ببقايا نظـ.امه ولا بدستوره، وألّا يرضوا عن حكم الإسلام بديلاً، كي لا يكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، ندعوهم ليكون لهم موقفهم وتحركهم للدفع باتجاه إقامة دولة الإسلام، لنستحق رضا الله ومعيته ونكون بحق شاكرين لنعمة النصر التي أكرمنا بها، فحمدنا لله وشكرنا له يكون بتحكيم شرعه وإقامة دولته على أنقاض النـ.ظام العلماني المجـ.رم البـ.ائد، حينها سيعلم كيـ.ان يهـ.ود ومن وراءه من كـ.فار الأرض ومجـ.رميها كيف يكون القـ.تال والصـ.يال، وحينها أيضاً نطبق بحق قوله تعالى: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً﴾.

 

 

كتبه الأستاذ ناصر شيخ عبد الحي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
الأربعاء 18 كانون الأول/ديسمبر 2024

المصدر: https://tinyurl.com/yc2c5x28