press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

وجوب تفتيت الوسط السياسي والعسكري والأمني للنظام البائد

 

مقالة:
وجوب تفتيت الوسط السياسي والعسكري والأمني للنظام البائد

إنه من المعروف للجميع أن الأنظمة الحاكمة في كل دول العالم تقوم على أعمدة، وهذه الأعمدة هي أوساط الأنظمة السياسية وأذرعها الأمنية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية.
وفي حالة الثورات التي حدثت مؤخراً في بعض البلدان الإسلامية والتي أدت إلى سقوط بعض الطغاة، رأينا وعاينّا أن أشد الأخطار المحدقة بها كانت الأوساط السياسية والأمنية والعسكرية والإعلامية للنظام السابق، والتي تركت وشأنها دون التعامل معها بالشكل المطلوب، فكانت بلاءً وسماً قاتلاً، وشكلت ثورات مضادة سرقت انتصار الثورات وأعادت الناس إلى المربع الأول الذي خرجوا عليه، بل ذهب الأمر إلى ما هو أصعب من ذلك بكثير، ولنا في تجارب مصر وليبيا واليمن والسودان وتونس خير برهان وأكبر دليل.
وإن من أكبر الأخطار المحدقة في سوريا هي مخلفات النظام البائد وأوساطه وفلوله وأكابر مجرميه، وخصوصا أن هؤلاء لا يزال لهم ارتباطات خارجية ومن السهل أن يكونوا أدوات للدول التي تتآمر علينا، وهؤلاء يشكلون نواة ثورة مضادة محتملة بشكل مضاعف، وهم كخلايا السرطان المنتشر التي تفتك بالجسد إن لم يتم التعامل معها على الوجه المطلوب.
إن السياسي الواعي لا يركز فقط على الأمور الإيجابية فالجميع يتقن هذا، إنما السياسي الواعي هو الذي يركز على الأخطار والتحديات المستقبلية المحتملة ويضع لها الخطط لمواجهتها، ويتعامل معها مبكراً، ولا ينتظرها حتى تتفاقم فلا يستطيع التعامل معها فيما بعد. وحتى يصبح انتصار ثورتنا في مأمن من الانقلاب عليه لابد من التعامل مع أوساط النظام البائد بكل جدية وحزم (ولو تعلقوا بأستار الكعبة).
فدماء مليوني شهيد ومعاناة مئات آلاف المعتقلين والمغتصبات في السجون وملايين المهجرين والنازحين أمانة في الرقاب، ولا ينبغي أن تنسف التضحيات حال التساهل مع بذور الثورة المضادة، فالحذر الحذر.

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
وائل مسعود