يقول ترامب: "سنرفع العقوبات عن سوريا حتى نعطيها فرصة"... ولكن، فرصة ماذا؟ ولمن؟!
▪️من الطبيعي أن يفرح الجائع إذا أُطعم، وأن يفرح الأسير إن أُطلق سراحه، وكذلك المسلمون إذا خُفّ عنهم ضغط العقوبات.
لكن حتى لا نضيع في سكرة الفرح، كما حصل يوم أُعلن "النصر" على نظام الأسد وكان ثمن هذه السكرة دستوراً علمانياً يُرسّخ الحكم الجبري من جديد، وحتى لا نغرق في نشوة وهمية من "مكسب" هشّ يمنحنا إياه عدوّنا، يمكن القول:
▪️إن "فرصة" ترامب المزعومة ليست فرصة للتحرر أو السيادة، بل تراها أمريكا دعوة إلى الرضوخ وإعادة الاصطفاف تحت العباءة الأمريكية، والتنازل عما تبقى من الكرامة.
وفي مقدّمة هذه التنازلات: ترسيخ الدستور العلماني، والتطبيع مع كيان يهود، وتقديم ثرواتنا باتفاقات محرمة.
▪️إن رفع العقوبات ليس خطوة إنسانية، ولا يصح حتى لسياسي مبتدئ أن يظن ذلك.
بل هو أداة ضغط ناعمة، تلجأ إليها أمريكا عندما تكتمل الطبخة السياسية خلف الكواليس.
▪️ما يسمّى "فرصة ترامب" ليست مكرمة، بل يصح تسميتها صفقة مشروطة بثمن سيادي مدفوع مسبقًا أو يكون مؤجلاً، وثمنه لن يكون قليلاً على أهل الشام ولا قليلاً عند الله.
▪️قال الله تعالى:
(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).
وبالتالي فإن تصريح ترامب لا يمكن قراءته إلا بلسان حال الاستكبار الذي يقول: "لا نرفع عنكم البلاء حتى تطبقوا شروطنا وتتركوا منهج ربكم"!
أما الشريعة الإسلامية فهي لا تقبل الاستجداء من أعداء الله، ولا المساومة على الكرامة، ولا التفاوض على الثوابت مقابل كسرة خبز أو استراحة من الحصار.
▪️ولا بد أن يعلم كل مسلم أنه لن نتحرر من هذه القيود والحصار بشكل حقيقي إلا بخلافة راشدة تقطع دابر النفوذ الأجنبي، وتعيد القرار إلى أهله.
والفرَج لا يأتي من واشنطن، بل من الله، وعلى يد أمة لا تركع إلا له.
▪️ وعلى الإدارة الحالية وبطانتها أن تعي تماماً حقيقة أمريكا وحقيقة أن غضب الله أمضى من غضب من هم دونه، وأن تعي تماماً أن لله سننا كونية في خلقه بعد الاستخلاف: إمّا أن يشكروا فيفلحوا وإمّا أن يُستبدلوا.
والله تعالى يقول: (عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون).
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
مصطفى سليمان
لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية سوريا