press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

WhatsApp Image 2025 08 25 at 3.52.14 PM




بين الفينة والأخرى تتوالى التصريحات والتسريبات حول لقاءات مباشرة بين مسؤولين سوريين مع مسؤولين من كيان يهود لبحث الملف الأمني في جنوب سوريا والسير في ملف توقيع اتفاق ينص على سحب السلاح الثقيل أو إيجاد منطقة منزوعة السلاح في الجنوب السوري وخاصة في محافظة درعا والقنيطرة، فلماذا هذه الدندنات وما الهدف منها وسط نفي وتأكيد من قبل الجهات الدولية وحكومة دمشق!

منذ سقوط نظام الطاغية أسد في دمشق وتسليم زمام الأمور للشرع وأمور البلاد تتجه من سيئ لأسوأ على عكس التوقعات بعد سقوط الطاغية أسد، فمن الابتعاد عن تطبيق شرع الله وإعادة النظام العلماني والعمل به من جديد ونسف التضحيات والعفو عن المجرمين حتى طمع بنا الجميع من أقليات وميليشيا قسد والدروز في الجنوب، فالعدو أحاط بأهل الشام من جميع الجهات وكل ذلك يعود لضعف أداء الإدارة الجديدة السياسي وتبعيتها للدول وغياب المشروع السياسي حتى أصبحت أداة تنفذ مشاريع الدول وتقدم مقدرات البلاد وخيراتها على طبق من ذهب لأعدائها، وتذهب بالبلاد والعباد إلى ما لا يحمد عقباه.

وبالعودة لملف التطبيع مع كيان يهود وتطبيق الاتفاقيات الأمنية بين سوريا والكيان الغاصب، لا بد لنا من أن نعود للوراء قليلاً أي منذ يوم سقوط النظام البائد في دمشق 2024/12/8م وما تلاها من قصف هو الأوسع والأعنف لكيان يهود استهدف من خلاله القدرات الدفاعية السورية ومخازن السلاح الثقيل والصواريخ والمطارات حتى دمر القدرات الدفاعية بنسبة كبيرة، وبعد بضعة أشهر دخلت دولة الإمارات على الخط بين سوريا والكيان وأدارت المحادثات الأمنية عبر قنوات بين الجانبين وبحثت من خلالها ملفات أمنية واستخباراتية وذلك مع تصاعد قصف كيان يهود للقوات السورية بحجة حماية دروز صحنايا وجرمانا وثانيها إفراغ الجنوب السوري من السلاح الثقيل والإبقاء على قوات الأمن في بادئ الأمر.
وبعدها بقليل دخلت أمريكا على الخط لخطورة الموقف وخشية تفلت الأمور من يديها فسلمت ملف سوريا لمبعوثها توماس باراك وأصبح هو صاحب القرار والذي صرح قائلا: "السلام قابل للتحقيق" في تلميح لدخول سوريا في (اتفاقية أبراهام) والتطبيع مع يهود وجلبت الوسطاء الدوليين (تركيا و أذربيجان و فرنسا) وجرت عدة اجتماعات وجولات تفاوضية في باكو بين مسؤولين كبار من الحكومة السورية ومسؤولين يهود، وبعدها في فرنسا عقب التصعيد الأخير في السويداء واستهداف اليهود للجيش السوري ومبنى وزارة الدفاع والأركان وإثر هذه التصعيدات بدأت جولات التفاوض في باريس وكان آخرها اجتماع وزير الخارجية أسعد الشيباني مع وزير الشؤون الاستراتيجية "الإسرائيلي" رون ديرمر في 2025/7/24 برعاية أمريكية للتوصل لاتفاق خفض التصعيد وبعض الترتيبات الأمنية في الجنوب.
وعقب ذلك في اجتماع آخر في باريس حضره المبعوث الأمريكي توماس باراك ووزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية "الإسرائيلي" وركزت المباحثات على أربعة بنود هي خفض التصعيد في الجنوب، احترام السيادة السورية، مراقبة وقف إطلاق النار في السويداء، إعادة تفعيل اتفاقية عام 1974م.
هذا هو تسلسل الأحداث باختصار أما اليوم، فإننا نشهد تحولا غير مسبوق لم يجرؤ النظام البائد على فعله وهو نقل المفاوضات مع كيان يهود من السر إلى العلن، فهذه سابقة وجب الوقوف عندها والتحذير منها، فإننا باعتبارنا مسلمين نعتبر أن صراعنا مع يهود هو صراع وجود وصراع عقدي بين كفر وإيمان وكيان يهود يعتبر كياناً مغتصبا لأرضنا ومقدساتنا وهو محارباً أصلا فلا يصح توقيع الاتفاقيات معه وهو يحتل جزءاً من بلاد المسلمين وهو قلب العالم الإسلامي، ويعيث في الأرض الفساد ويتمادى يمنة ويسرة دون أن يحسب حساباً لأي أحد، فهو يعلم أن هذه الأنظمة التي تجاوره هي أنظمة تحمي حدوده، لكنه يخشى من النفس الجهادي المتصاعد في بلاد الطوق وخاصة في سوريا وخاصة أن سوريا دولة كبيرة بالنسبة لقطاع غزة الذي مرغ أنف يهود بالتراب فإن دخل الكيان في مواجهة فعلية مع مجاهدي الشام فستكون خاسرة لا محالة بإذن الله.


إن هذه الدندنات حول ملف التطبيع ليست طبيعية بل مقصودة ولها أهداف تسعى من خلالها الدول لإنهاء ملف الثورة والنفس الجهادي والعودة بأهل الشام للمربع الأول ولحظيرة المجتمع الدولي بعد أن خرج منها لسنوات طويلة، فدول الغرب وعلى رأسهم أمريكا عقب سقوط النظام المجرم عمدوا لخلق الفوضى ولعبوا على وتر الأقليات في الساحل والسويداء وحركوا ملف ميليشيا قسد في شمال شرق سوريا كي يخضعوا الحكومة الجديدة في سوريا لكي تقبل بالمفاوضات مع كيان يهود وتنفذ كل ما تريده أمريكا من إضعاف لسوريا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وجعلها مرتهنة للدول.
وعليه نقول إن الضعف والهوان والارتماء بأحضان الدول نتيجة حتمية لغياب المشروع السياسي للجهة الحاكمة، فإن لم تكن صاحب مشروع فأنت حتماً أداة لتنفيذ مشروع غيرك، وأخيراً إن الإسلام جاء بأحكام ومعالجات لجميع مشاكل الحياة وبين لنا العلاقة مع اليهود ومع دول الكفر، وإن آلية التعامل مع كيان يهود اليوم واضحة ذكرها الله لنا في سورة الإسراء قال تعالى: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مَرّتَيْنِ وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مّفْعُولاً (5) ثُمّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوّلَ مَرّةٍ وَلِيُتَبّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً﴾.

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
إبراهيم معاز