press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

1

مقتطف من مقال في جريدة الراية العدد (557) بعنوان:
حقائق سياسية وعقدية تؤكدها أحداث السويداء الدامية

ناصر شيخ عبد الحي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

وكما هو متوقع علت أصوات أمريكا والغرب ويهود بضرورة تدخل الإدارة السورية لفض النزاع. ليعقب ذلك اتفاق مذل جديد استجابة لضغوط أمريكا ومطالب يهود! حيث أعلنت وزارة الداخلية السورية توقف الاشتباكات في مدينة السويداء وإخلاء المنطقة من مقاتلي العشائر عقب انتشار قوات الأمن السورية لتطبيق وقف إطلاق النار، فيما راح الهجري يتبجح بشروطه المذلة للدولة، ومنها أن يكون الأمن العام على الحدود الإدارية للمحافظة، أي يكون حرسَ حدودٍ فقط، وإشرافه على قبول المساعدات ومنع استقبال وزراء الدولة، أي عدم اعترافه بها أو بممثليها! إضافة لمطالبه بفتح معبر مع الأردن وبحماية دولية!

 2

انتشرت حالة استياء بل غضب شعبي وعشائري عارم من إصرار الإدارة الحالية على وقف المعارك داخل السويداء تنفيذاً لأوامر أمريكا واستجابة لمطالب يهود قبل أن يكمل الأحرار مسيرتهم لدحر أزلام يهود من العصابات المسلحة التي قتلت أطفالنا واعتدت على حرمات أهلنا وقاموا بتقطيع مجاهدينا أشلاء وهم أحياء! ولم يكتفوا بذلك، بل قاموا بضغط شديد لوقف إطلاق النار ونشر الحواجز لمنع دخول الذخيرة للثوار ومنع وصول الفزعات إليهم، ناهيك عن سلب سلاح الثوار والتضييق عليهم.

 3

يثبت أهل الشام ومنهم العشائر أنهم بحق أهل صدق ونخوة وفزعات وميدان، وأنهم نِعْمَ الرجال ونعم الحاضنة ونعم السند لمن عرف حقهم وأعطاهم قدرهم وأنزلهم منازلهم.

 4

لقد أكد تحرك العشائر حقيقة عقدية وسياسية راسخة، بأننا أمة واحدة من دون الناس، نعم، أكد قوة الأمة وكشف هشاشة الأنظمة. كما أثبت تفاعل الأمة مع الحدث أن الإسلام متجذر في صدرها وأن وحدتها على أساس الإسلام هي نبضها وتطلعها فيما هو قادم بعد أن كسرت حدوداً وهمية خطها الكافر المستعمر بيديه الآثمتين. تحرك مبارك يعيد نفَس الثورة والجهاد في قلوب شباب الأمة ويورث الحقد على يهود وقرب اللقاء الموعود وحديث الغرقد.

 5

إن القوة الحقيقية لأي دولة والسند الحقيقي لأي قيادة مخلصة تستلم زمام القيادة، بعد التوكل على الله، هي الأمة والحاضنة الشعبية بما تمتلكه من قدرات بشرية ومادية ووعي سياسي ونفس ثوري وجهادي. ومعلوم دور حاضنة الثورة على مدار 14 عاماً. وعليه، لا يكرمها ويرفع من شأنها إلا صادق حاذق، ولا يتنكر لها متقرباً لأعدائها إلا جاهل يسير بجهله إلى الهاوية.

 6

إن فصائل الغدر في السويداء، وكبيرهم المنتفش بدعم يهود، لا عهد لهم ولا ميثاق، لم يتركوا جريمة بحق أهلنا إلا ارتكبوها ولا موبقة إلا وقعوا فيها، تحت مرأى العالم المتواطئ والمتآمر، وجريمة أن يتم استرضاؤهم ومكافأتهم على ما فعلوه بتثبيت إدارتهم لبؤر إجرامهم تحت أي ذريعة أو مبرر. فطريقة التعامل المتهاونة مع ملف الدروز كشفت عن استخفاف خطير بالإدارة الجديدة، حيث تم طرد ممثليها، وطلب الحماية الدولية، وجرى التواصل مع كيان يهود، ما يُعد خيانة لا لبس فيها.

 7

أعداؤنا لا يريدون أن تقوم لنا قائمة، يمعنون في إضعافنا وتشتيت شملنا وتفتيت بلادنا لنبقى لهم تابعين أذلّة لا تقوم لنا بدونهم قائمة، وهم يريدون أن يبقى الجنوب السوري خالياً من وجود الجيش وسلاحه حتى يأمن كيان يهود الذي فضح أبطالُ غزة هشاشته بعدّتهم وعتادهم القليل المبارك.

 8

سادساً: إننا يجب أن نكون على يقين أن الخضوع للإملاءات الدولية والثقة بالوعود الأمريكية لن توصلنا إلا إلى الخسران المبين في الدنيا والآخرة، وإن ترك الإدارة الحائرة للحسم والحزم، ومسارعتها للتطبيع مع يهود، واسترضاءها للشرق والغرب تبتغي عندهم العزة، على حساب أهل الثورة وثوابتها بدل الاعتماد على الله والتمسك بشرعه والتقوّي بعباده، يؤكد أنها باتت تنحو منحىً خطيراً، فتركُها لتطبيق شرع الله يفقدها معية الله التي حملتنا إلى دمشق منتصرين، وتكرارها للأخطاء ذاتها يضعف هيبة الثورة ويضيّع مكتسبات عظيمة دفع ثمنها المجاهدون من دمائهم، ونذكرها بقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾.

 8

لقد حددت لنا عقيدتنا طبيعة العلاقة مع كيان يهود المغتصب لأرضنا المدنس لمقدساتنا، الذي يرتكب أفظع الجرائم بحق أهلنا في غزة وسائر فلسطين، بأنها علاقة حرب وصراع وجود، معركة قادمة لا محالة، وحتمية لا مفرّ منها، والتأخير فيها لا يعني إلا مزيداً من استنزاف الأرواح والإمكانات، لذلك يجب أن نعدّ لها العدّة ونتجهز لخوضها بكل إمكاناتنا. وعليه، فلا يجوز التطبيع مع يهود أو الدخول بأي شكل من أشكال المعاهدات التي تقر بسيادتهم ولو على شبر واحد من أرض المسلمين.

 9

إن أول خطوة في طريق تحقيق النصر هي إعلان الالتزام الحقيقي بتطبيق شرع الله، دون مواربة أو تأخير، طلباً لرضا الله ونصره، لا رضا أمريكا ولا غيرها، فبدون ذلك لن تقوم لنا قائمة، ولن يثبت للبلاد أمن ولا سيادة، ويجب أن نعتمد على حاضنة الثورة والصادقين من أبنائها، فهم السند الحقيقي بعد الله عز وجل وقت الأزمات والشدائد، ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً﴾.

10