الخبر:
بدأ تنفيذ اتفاق الهدنة في الشام منتصف ليلة السبت الموافق 2016/02/27 في حين توقعت المعارضة السورية أن يواصل النظام هجومه بوصفه لمقاتلي المعارضة بأنهم من مسلحي القاعدة الذين لا تشملهم الهدنة.
التعليق:
تبذل دول الكفر وعلى رأسها أمريكا وروسيا جهوداً حثيثةً للقضاء على ثورة الشام وإنقاذ نظام بشار الأسد، آخر معاقل العلمانية وحامي حمى كيان يهود لعقود، ولذلك لجأت أمريكا إلى كافة عملائها وحلفائها في المنطقة وخارج المنطقة، دون أن يجدي ذلك نفعا، وقدمت الكثير من الخطط والأفكار لإجهاض ثورة الشام، إلا أن كل خططها ومؤامراتها كانت تصطدم في النهاية بعقبة كأداء تفشل خططها، ألا وهي وعي أهل الشام الأبرار على ما يُحاك ضد ثورتهم في الغرف المظلمة، ووعيهم على أن الغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا هم العدو الحقيقي لهم ولسائر المسلمين، وهم الذين دعموا ولا زالوا يدعمون مجرم العصر بشار في قتل وذبح شعبه وتدمير الشام حتى جعلوا منه أثرا بعد عين، فأنى لهؤلاء الكفرة الحاقدين إذن أن يكونوا أصدقاء لأهل الشام أو أنهم يريدون لهم خيرا؟ واليوم جاءت روسيا مدفوعة من قبل أمريكا ومبعوث الأمم المتحدة بمبادرة لوقف إطلاق النار في الشام لمدة أسبوعين.
وكعادتهم ساقوا المعارضة السورية الرخيصة التي يصدق فيها وصف "لا ترد يد لامس" إلى الترويج لما يخططون، بعد أن صوروا أن هذه المعارضة شرعية وأنها تمثل أهل الشام ومخولة لأن تتكلم وتفاوض باسمهم، مع أن أهل الشام يعرفون حقيقة هذه المعارضة وأنها الوجه الآخر لبشار الأسد، وأنها صنيعة أمريكا كبشار، فأنى لأهل الشام أن يثقوا بهذه المعارضة التي لم تكن يوما مع ثورة الشام، بل كانت عبئا عليها، وكان كل هدفها هو إجهاضها وذلك من خلال الدعوة إلى الحل السياسي الذي تريده أمريكا متناسين آلاف الشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة من أجل التخلص من بشار ونظامه وقطع يد الغرب التي تعبث في الشام وسائر بلاد المسلمين وإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
لقد انتشرت على مواقع التواصل فيديوهات تعرض رأي أهل الشام الأبرار في الهدنة التي تروج لها أمريكا وروسيا لإنقاذ نظام بشار المتهاوي، فكانت آراؤهم تثلج الصدر ولله الحمد، وأظهرت وعياً قلّ نظيره، مما يؤكد أهلية وأحقية أهل الشام في أن تكون الشام عقر دار الإسلام من جديد، فهم الذين قال فيهم النبي ﷺ: «إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم»، وهذه عينة من آراء الذين استُطلعت آراؤهم:
"كل من يوافق على الهدنة فهو قليل شرف وضمير وهو مع النظام قلبا وقالبا".
"الذين يقبلون بالهدنة خائنون للبلد ويتاجرون به، وبإذن الله كل من يقبل بالهدنة سنحاسبه".
"نحن ضد هذه الهدنة التي قامت بها روسيا وأمريكا لأنها ضد الشعب السوري والفصائل الإسلامية، وهي لمصلحة النظام من أجل أن يعيد ترتيب أموره ويعيد ترتيب جيشه من أجل أن يقضي على الشعب السوري".
"أكيد أنا لست موافقا على الهدنة كرامةً لدماء الشهداء ونحن ماشون في طريق الشهداء، إما شهادة وإما نصر".
"الهدنة لصالح النظام ولصالح روسيا وإيران، والهدف الأول من الهدنة هو تثبيت الأراضي التي أخذتها الفصائل الكردية الانفصالية وتثبيت المواقع التي أخذها النظام مؤخرا في الريف الجنوبي، وهذه الهدنة لا تفيد الثورة، والثورة قوتها لما تشتعل في كل الأراضي السورية، وروسيا ودي مستورا هم أعداؤنا ونحن لا نتمنى خيرا من أعدائنا".
"نحن لا نريد وقف إطلاق النار، نحن نريد مقاتلة النظام حتى آخر نقطة دم".
"نحن لن نرضى بالحل السياسي، شهداؤنا ضحوا بدمائهم من أجل البلد، من أجل إعلاء كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، فكيف نذهب إلى حل سياسي نكون فيه مثل أحجار الشطرنج؟".
هذه عينة من آراء أهل الشام تبين رفضهم القاطع للهدن الآثمة التي تفرضها دول الكفر عليهم وتساعدهم في ذلك معارضة الفنادق الرخيصة.
إن وعيكم يا أهل الشام على مخططات أمريكا وروسيا لهو كفيل بإذن الله أن يفشلها، وإن حسن التوكل على الله كفيل أن يرد كيدهم إلى نحورهم، وأن يجعل تدميرهم في تدبيرهم، وإنها لسويعات قليلة بإذن الله يمتحن الله فيها إيمانكم وصبركم يا أهل الشام ثم يتنزل نصره عليكم عزيزا مؤزرا، أليس الله سبحانه هو القائل: ﴿أم حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيب﴾؟
ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام
21 جمادى الأولى 1437هـ
0116م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35757