press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠٢١٥ ٠١٤٤٢٨

 

بدأت الرأسمالية عندما كان رجال الكنيسة يحكمون الناس ويستغلونهم على أساس الدين فظهرت فكرة فصل الدين عن الحياة وعن الدولة وفكرة الديمقراطية، وبظهورها لم ينته الاستغلال بل تحول إلى استغلال من قبل كبار الرأسماليين وأصحاب الأموال والنفوذ والسلطة، لكن باسم دين جديد هو الرأسمالية.

لقد قام المبدأ الرأسمالي ومنه الديمقراطية ليزيل ظلم المتسترين بالدين، وأنتجت الثورة النظام الرأسمالي الذي يجعل البشر القاصرين مشرّعين للبشر القاصرين مثلهم، ليتم من خلال هذا التشريع رعاية شؤونهم والتعامل مع غرائزهم وحاجاتهم.

وقد جعل هذا المبدأ المنفعة والمصلحة مقياسا للأعمال فمن يريد أن يقوم بأي عمل يكون معياره عند القيام به المنفعة المادية فقط، وهو يسعى لتحقيقها بأي وسيلة أو كيفية ممكنة دون اعتبار لأي قيمة أخرى وإذا لم توجد المنفعة المادية فلا يُقدم على العمل.

ومع أن الرأسمالية وفي فترات ترقيعها من قبل منظريها قد قامت بإدخال بند حقوق الإنسان والأعمال الإغاثية وراحة الشعوب، إلا أن الجميع وعلى رأسهم البلاد الغربية قد أدركوا أن الرأسمالية لم تُنتج سوى التفكك والانحلال وانعدام الأخلاق بدءاً من الفرد وصولاً للأسرة والمجتمع والدولة والعلاقات الدولية، حتى صرنا نشاهد رأسماليتهم في زمن الكورونا، صرنا نشاهد القرصنة على بوارج الكمامات الواردة لإيطاليا وصرنا نشاهد التمييز العنصري بين السود والبيض في أمريكا.

والرأسمالية بعد سقوط الخلافة العثمانية لم تقتصر على الغرب بل صارت دين ملوك البلاد الإسلامية وحكامها النواطير، نتيجة الثقافة الغربية التي أتى بها بعض من سموا أنفسهم مثقفين، وطبقها من تسلط على الأمة من حكام وأقرها علماء السلطان.

فإذا كانت في بلاد الغرب وبالاً على أهلها ومخترعيها فقد كانت في بلاد المسلمين وبالاً على وبال، فبتنا نرى في بعض الأحيان من يحتاج المساعدة فلا تتم مساعدته إن لم يكن من ورائه مصلحة، وصرنا نرى خيراتنا تذهب لبناء الملاهي والمراقص رغم أن الكثيرين يعيشون شظف العيش ومنهم من يموت جوعاً.
صرنا نرى كيف أن الرأسمالية نفسها تنشر الأوبئة مع قدرتها على الحد منها ثم تقوم باحتكار الأدوية لتقرر من يستحق الحياة ومن يستحق الموت.

فهل حقاً هناك من المسلمين من يجد خيراً في الرأسمالية وديمقراطيتها الزائفة؟ وهل حقّاً هناك من يدعو للتمسك بها وبنسختها العفنة التي رموها له رغم أنها سقطت حتى في نفوس كثير من أبنائها وأهلها؟
لقد بيّن لنا الله عز وجل عاقبة من يعرض عن ذكر الله حيث قال: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى)
وفي ذلك عظة لكل ذي بصيرة.

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
اسماعيل أبو الخير