press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

٢٠٢١٠٣١٩ ١٣٣٨١٨

 

إن السر في ظهور الأمم قوية ثابتة، هو مبدؤها الذي تحمله، فبعد الثورات والانتفاضات التي حدثت في بعض البلاد العربية بغية تغيير واقعها السيء، ظهر أن مبدأ الإسلام متجذراً في الأمة وفي نفوس المسلمين وهو الذي شكل لها القوة الدافعة لكسر جدران الخوف من أنظمة القمع وأجهزتها. ومنه ظهرت شعاراتها وتحددت أهدافها ومطالبها.

لقد عانت الشعوب المسلمة صنوفا مختلفة من العذاب والمعاناة والصعاب ولكن هذه المعانات هي التي معستها وولدت فيها شرارة التحرك وأوصلتها إلى هذه المرحلة المتقدمة من النضج والوعي والإدراك، وهي التي ستؤدي بإذن الله تعالى إلى تتويج عملها بنجاح عملية التغيير التي ترنو إليها.

إن عملية التغيير المرتقبة على أساس الإسلام ومبدئه ستكون فاتحة وبداية لعصر جديد، يبعث في الأمة قوة لا تكسر لها شوكة، وعزيمة لا تلين لها قناة، كيف لا وهي التي ترسخ مبدأ الإسلام في نفوس أبنائها، وقد تمرسوا على فنون الكفاح والصراع في الحياة، الأمر الذي أدى إلى تحويل الرأي العام عند المجتمع بشكل عام نحو فكرة التغيير، بل والعمل الجاد والتضحيات الجسام من أجله.

وتوحدت المشاعر لتحقيق الهدف والمحافظة عليه وهو أن يسود مبدؤهم وتطبّق أحكامه وأنظمة الحياة المنبثقة عنه، والمحافظة عليه للأجيال القادمة.

وكان هذا هو شأن الأمة الإسلامية عند قيامها، وكان هذا هو عمل أسوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه حين نهض بهم بعقيدة الإسلام وأفكاره، وهيأهم لقيام دولة للمسلمين تطبق أحكام الإسلام المنبثقة عن العقيدة الإسلامية، وتحمل رسالة الإسلام بالدعوة والجهاد لتحطم الحواجز المادية وتخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العبادة، وتحافظ على المبدأ وعلى أفكاره صافية نقية من كل شائبة، وتواجه مكر الماكرين بكل عزيمة ووعي وحزم.

وهذا، بإذن الله، هو ما سيكون عليه حال المسلمين في القريب العاجل وخاصة أهل الشام الذين تمرسوا على الكفاح وتحملِ الصعاب، وذلك بعد أن انتفضوا على طاغيتهم ونظام حكمه الجبري يسعون إلى تغييره بجميع أركانه ورموزه، وبعد أن سقطت كل المشاريع ذات الأسماء البراقة الخادعة وتياراتُها، وذلك بفضل الله وبفضل حملة مشروع الخلافة، مشروع التغيير لاستئناف الحياة الإسلامية. فقد عادت مفاهيم الإسلام الصحيحة تتبلور في أذهان أبناء الأمة وأصبح فرض تحكيم شرع الله رأيا عاما ومطلبا جماهيريا تتحطم أمامه أحلام دول الكفر وعلى رأسها (أمريكا) في المحافظة على نفوذها من خلال سعيها لوأد ثورة الشام وآخر ذلك ما تطرح وتسعى إليه من حل سياسي قاتل، تهدف من خلاله إلى المحافظة على مؤسسات القمع والإجرام من مخابرات وجيش واستبدال عميل بعميل في أحسن الأحوال.

فما على الأمة اليوم لحفظ تضحياتها وبلوغ غايتها سوى حمل مشروع الخلافة بجد وإخلاص، ومناصرة حملته، والعمل مع العاملين له من شباب حزب التحرير، الرائد الذي لا يكذب أهله، فهو الحزب الإسلامي الوحيد الذي قدم للأمة دستورا كاملا لدولة الخلافة القادمة، وعد الله تعالى وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم، حدد فيه شكل الحكم وقواعده وأجهزتها وصلاحية كل جهاز كما قدم نماذج من أنظمة الحياة في الاقتصاد والاجتماع والتعليم وغيرها وكل ذلك مستنبط من الأدلة الشرعية وحدها، نسأل الله أن يعجل بها بجهود أبناء الأمة جميعهم.

======
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
علاء الحمزاوي