press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠٣٢٢ ١٨٣١٣٩

 

إن البحث في تحقيق مناط النصر يختلف بين المسلم والكافر والفرق بين الأول والثاني هو أن الكافر يعتمد على موازين القوة المادية مثل الأسلحة المتطورة والطائرات الحربية والصواريخ العابرة للقارات وكثرة عدد جنوده، ولا يرى النصر حليفه إلا إذا تفوق على خصمه بالقوة التي يمتلكها.

ونحن كوننا مسلمين نؤمن بأن النصر من عند الله وحده، وقد بيّن لنا الإسلام شروطاً إن أخذنا بها نصرنا الله على أعدائنا، وهي:

الشرط الأول يعتمد على مدى قوة إيماننا بأن النصر لا يأتي إلا من عند الله، الذي قص لنا قصصاً في القرآن الكريم لتكون عبرةً لنا ومنها قصة طالوت الذي خرج لمحاربة جيش جالوت بجيش بلغ عدده ثمانين ألف مقاتل فأخذ بهم في أرض قفرة فأصابهم العطش الشديد فقال إن الله مختبركم بنهر فمن شرب منه فلا يصحبني وأراد بذلك أن يختبر إرادتهم وطاعتهم قبل أن يخوض بهم غمار الحرب فشرب من هذا النهر ستة وسبعون ألفا وتبقى منهم أربعة ألآف، فلما رأوا جيش جالوت الذي تعداده ثلاثمئة ألف، قال قسم من جيش طالوت، لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده، فانسحب قسم كبير وبقي مع طالوت ثلاثمئة رجل ونيف، ثبتوا معه أمام جيش جالوت الجرار، وكان النصر حليفهم وقُتل جالوت على يد نبي الله داوود. (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)

والشرط الثاني هو أن يكون القتال خالصا لله عز وجل ولتكون كلمة الله هي العليا فالهدف تحكيم شرع الله في الأرض، والقتال في سبيله وإعلاء كلمته وحمل الإسلام رسالة للعالمين.

والشرط الثالث هو الإعداد والعدة،
فمن الإعداد مثلا أن يكون للجيش قائد عسكري خبير مخلص لله ولرسوله وللمؤمنين، يضع الخطط المناسبة لكل معركة، ومن الإعداد مثلا أن يكون لأهل الشام في ثورتهم قيادة سياسية واعية ومخلصة تمتلك مشروعا منبثقا من عقيدة الأمة الإسلامية، قادرة بوعيها السياسي على قيادة سفينة الثورة إلى الهدف الذي يرضي الله تعالى.
بالإضافة إلى إعداد أهل القوة العدة اللازمة من سلاح وذخائر وخطط وكل مايلزم للحرب حسب الاستطاعة.

والشرط الرابع هو المحافظة على استقلالية القرار بحيث يكون ذاتيا خالصا، ولتحقيق ذلك يجب قطع الدعم الخارجي ونبذ المال المسيس القذر فلن ينصر اللهُ قوماً تعلقت قلوبهم بغيره، وتركوا التوكل عليه والالتجاء إلى ركنه وتوكلوا على الداعمين والمجتمع الدولي.
فلا يجوز للمؤمنين إلا أن يعتصموا بحبل الله المتين ويقطعوا حبائل من سواه.
إن الإعجاب بكثرة العدد والركون إليها يوم "حنين" كان سببا في انهزام الجيش في بداية المعركة ولكنهم عندما عادوا إلى عهدهم وإلى إيمانهم، كتب الله له النصر.
ونحن علينا أن نسارع الى تصحيح واقعنا وتصحيح مسار ثورتنا بالعودة إلى عهد الله والإخلاص له والاعتصام بحبله المتين وقطع حبال الداعمين
متمسكين بثوابتنا عاملين بكل جد لتحقيق الأهداف التي ترضي ربنا، وكلنا ثقة أن نصر الله قريب.
قال تعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ).

 

=====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
طارق جندالي