press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

مكر الطغاة لن يدفع عنهم سنة الله في عباده

 

 

 

بينما يستشعر الطاغية الكبير خطر زوال حكمه وتسلطه على العباد ، جمع عنده أهل التأويل والتفسير ، وسألهم عن منشأ هذا الخطر الكبير ، فكان جوابهم أنه طفلٌ سيولد في هذه الأيام ، وسيبلغ من أمره أن ينهي حكم الظُلّام ، ففكّر وقدّر ثم أجمع أمره وقرر ، فأمر بقتل كل الأطفال الذكور ، وهكذا عند الطاغية تعالج الأمور ، ثم تفطَن بعض حاشيته لخطر انقراض خدمه وسدنته ، فخفف من حكمه إلى النصف ، فأمر بقتلهم عاماً وتركهم أحياء عاماً ، وظنّ أنّ مكره سيقضي على الخطر في مهده ، قبل أن يبلغ الطفل مبلغاً لا يمكنه من مواجهته ، إلا أن الله قد خيّب ظنه ، ورد كيده في نحره ، فقدّر الله أن يولد موسى عليه السلام في العام الذي يقتل فيه الأطفال ، وقدّر الله أن يعيش في قصر فرعون ويتغذى في حضن أمه ، ليظهر أن مكر الطاغية لم يمنع الخطر الذي خسر في مواجهته فيما بعد .
وهذا حال طغاة هذا الزمان ، طريقتهم واحدة وأساليبهم ذاتها ، يستشعرون خطر زوالهم ، فيمكرون للقضاء على مكمن الخطر في مهده ، فيمكر الله بهم ويأتيهم من حيث يحذرون ، ويقوّض ما كانوا يمكرون ، ثم يرد كيدهم خائبين خاسرين .
فإيّاك أن تكون من اليائسين ، واعلم أن لكل فرعون موسى يواجهه ، وأن لكل موسى ربّ يرعاه ويحفظه ، وأن مكر الكافرين والمنافقين إلى بوار ، وأن العاقبة للمتقين .

===
منير ناصر