رُفعت في الحراك الشعبي ضد الجولاني منتهك الحرمات و جهاز الظلم العام ثوابت و شعارات واضحة ، و هي إسقاط الجولاني و حل جهاز الظلم العام و إخراج المعتقلين المظلومين و فتح الجبهات .
و قد تصدر بناء على الالتزام بهذه الثوابت بعض الشخصيات ، لذلك كان التمسك بهذه الثوابت والالتزام بها هو مقياس ترتفع فيه كفة الملتزمين ، و تهوي به إلى الحضيض كفة من يتخلى عن هذه الثوابت و ينحرف عنها ، و يفاوض الطاغية الجولاني للوصول إلى إصلاحات شكلية تقضي على الحراك الشعبي و تكون طوق نجاة للجولاني و زبانيته و شبيحته .
و للذين يريدون التخلي عن ثوابت الحراك نقول :
قد قلتم بلسانكم وكتبتم بأيديكم إن ثوابتكم هي إسقاط الجولاني وحل جهاز الظلم العام ، وهذا ما جعل الناس تقدّمكم و تثق بكم ، فكيف بعد ذلك تجلسون معه على طاولة التفاوض ، و هل ستقولون له نريد إسقاطك ؟! وحل جهاز ظلمك العام ؟؟ إن كان هذا ما ستقولونه فإن مكان ذلك هو الساحات و أنتم بين إخوانكم و ليس طاولة المفاوضات .
ألم يسمع الجولاني هذا المطلب من المتظاهرين السلميين في الساحات والميادين ؟!
إن طاولة المفاوضات هي لتقديم التنازلات ، و ما ذلك إلا طوق نجاة يخدعكم و يخدعنا به الجولاني مدعياً الإصلاحات الخادعة ؟!
و إن كنتم ستتنازلون عن ثوابت الحراك ، فباسم من ستتحدثون ؟! وعار الهزيمة بمن ستُلحقون ؟!
إن الحراك الشعبي السلمي الذي انطلق لم يعطِ تفويضاً لأحد كائناً من كان أن يفاوض باسمه ، و من أراد أن يتصدر فليتصدر بمواقفه و ثباته و تمسكه بأهداف الجموع الثائرة التي لن ترضى بالظلم و الظالمين من جديد ، فإصلاح الطغاة يكون بقلعهم و ليس التفاوض معهم لإعادة شرعيتهم .
عبد الحي حاج حسن