مضى على ثورتنا ثلاثة عشر عاماً و انطلقت بعامها الرابع عشر ، شهدت فيها ثورتنا العديد من الأحداث ما بين نشوة الانتصار وقهر المعاناة والعديد من المنعطفات ، كان من أبرزها المكر الدولي والمقررات الدنيئة بحق الثورة وأهلها ، والأدوات الرخيصة التي تسعى لتنفيذ المقررات الدولية وعلى رأسها القرار ٢٢٥٤ ، (أي المصالحة العلنية مع من سفك الدماء وانتهك الأعراض ودمّر البلاد) ، وبفضل الله وبهمّة الصادقين وثباتهم ما زالت ثورتنا مستمرة نحو إزالة جميع العوائق والشوائب من دربها قبل الانتصار .
وهذا يمثّل حالنا اليوم بصورة مشابهة في ( الموجة الثانية من الثورة) فقد أتمّ الحراك الثلاثة عشر شهراً وانطلق بشهره الرابع عشر ، فانتفض ضد من سار على نهج نظام الإجرام بالقمع والتسلط والاستبداد ، وضد من انتهك الحرمات واعتقل الثوار والمجاهدين وراح يعبث بتضحيات ودماء الشهداء ، إلا أن هذا الحال لا يقبله الطغاة ، لأن كِبرهم يأبى إلا أن يهوي بهم إلى قاع المهانة والذل ، فبدأوا بطرح حلول الإصلاح وتصدير شخصيات تخط المبادرات تلو المبادرات لإنقاذ منصبٍ زائلٍ وسلطةٍ زائفةٍ ، فكان ردُّ الأحرار بالميدان واعياً واضحاً ، فقد أدركوا هذه الأساليب القديمة أساليب المكر والخداع ، وهذا ما يوضّح بشكل ملحوظ كمية الوعي الذي وصل له أهل الثورة ، نتيجة الصراعات التي خاضوها في هذه الثورة والتجارب الكثيرة التي مرّوا بها وقبل ذلك وجود ثلة مبدئية تتميز بالوعي السياسي .
إن أهل الثورة المباركة أعلنوا ثباتهم وصدق نيّتهم وإخلاصهم وعزمهم على إسقاط النظام المجرم ، وما ينقصهم اليوم هو إسقاط أدوات الغرب واقتلاعهم من درب الثورة ، وتوحيد الجهود خلف قيادةٍ سياسيةٍ واعيةٍ مخلصةٍ تصحح المسار وتستعيد القرار ، فتكمل ما بدأت الثورة لأجله في " إسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه " .
كتبه: للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
علي معاز