بعد أن تصدّر خبر معركة حلب على الإعلام ورأينا الترويج الكبير له، انقسم الناس بين منقبضٍ نتيجة إدراكه لحقيقة القادة المرتبطين الذين لن يحرروا أرضاً ولن يحموا لنا عرضاً، وبين توّاقٍ للعودة بالذاكرة إلى زمن الانتصارات وصيحات التكبير والإثخان بنظام الإجرام، فقد طال شوق المجاهدين لأزيز الرصاص ومعارك التحرير. لكن هذا الشرف العظيم يأبى الله أن يؤتيه لقادة كذابين مسلوبي القرار ارتهنوا للداعمين فضاعوا وأضاعوا، فلا شغل لهم ولا قرار بتحرير البلاد وإعادة المهجرين، ولا إسقاط النظام ولا تحرير الأسرى المستغيثين، فدأبهم هو تنفيذ أوامر "المعلم" بتسليم الثورة وأهلها وإعادتهم صاغرين إلى مقصلة الجلاد وقهره.
وعليه، فإن الواجب على أهل الثورة والمجاهدين أن يستعيدوا القرار العسكري والسياسي وأن يحاسبوا القادة المرتبطين واستبدال قادة واعين ومخلصين بهم، يقودون مركب الثورة نحو النصر والتمكين، متوكلين على رب العالمين، بعد قطع حبال الداعمين، لتعود عجلة التحرير حتى إسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام، خلافة راشدة ثانية يشفي الله بها صدور قوم مؤمنين.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
علي معاز